فاتورة باهظة من الاستشهاد والتشريد...الخيمة في الريف الفلسطيني إرادة بقاء تحت غول الاستيطان

06 فبراير, 2022 03:40 صباحاً

الضفة الغربية- فتح ميديا:

 يستهدف الاحتلال والمستوطنين صمود الخيمة في الريف الفلسطيني، حيث تمثل تلك الخيمة إرادة البقاء أمام غول الاستيطان وتكون الفاتورة باهظة من تشريد واعتقال وإهانة واستشهاد، كما حصل مع الشهيد سليمان الهذالين، حيث دفع حياته ثمنًا لصموده و صمود أهله في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل.

وحسب صحيفة القدس يتكرر المشهد في الأغوار يتكرر المشهد وتصمد الخيمة أمام الدبابات العسكرية التي تجوب الأرض هناك بذريعة التدريبات العسكرية، وفي شمال الضفة الغربية تدفع المضارب البدوية فاتورة الصمود والتحدي أمام اجراءات الاحتلال العنصرية وانتهاكات المستوطنين وجرائمهم التي تنفذها شبيبة التلال وعصابات تدفيع الثمن.

ويقول عارف دراغمة وهو من نشطاء توثيق انتهاكات الاحتلال في الأغوار، إن “صمود الخيمة الفلسطينية له دلالات على الأرض فمن يسكن هذه الخيمة هو بمثابة حارس للأرض من الضياع والمصادرة، خاصةً وأن عين الاحتلال والمستوطنين على تلك الأراضي، إلا أن هذه الخيم المنتشرة لها دور طلائعي في الحفاظ على هوية الأرض ووالحفاظ عليها وإفشال مخططات مركبة تستهدف الوجود الفلسطيني في الاراضي المصنفة (ج)”.

وأضاف دراغمة :" وجود هذه الخيمة يشكل رافعة وحصن حصين على هذه الأرض، لذلك يسعى الاحتلال والمستوطنين على فرض اجراءات تؤدي إلى محاصرة الخيمة الفلسطينية ومضارب البدو والتجمعات البعيدة حتى يتسنى للمستوطنين إقامة البؤر الاستيطانية التي تكون مقدمة لإقامة مستوطنات كبيرة”.

وتابع “في منطقة الأغوار يتم محاصرة كل التجمعات الفلسطينية وعدد سكانها قرابة السبعين ألف مواطن، يتم حشرهم ومحاصرتهم من قِبل الاحتلال والمستوطنين، وتهدم خيمهم ومنشآتهم الزراعية وخطوط المياه البدائية حتى لا يستطيعوا البقاء على الأرض وفي مساكنهم”.

وأشار الناشط دراغمة إلى أن الاحتلال يقيم مستوطنات كبيرة في الأغوار ويسيطر على أراضٍ واسعة وعدة مراعي للماشية وفي المناطق المتواجد فيها تجمعات بدوية مثل منطقة المعرجات تتم أعمال تجريف وإزالة لحظائر بدائية تأوي الماشية كما و يتم مصادرة خزانات المياه وألواح الطاقة الشمسية وغيرها من الأدوات البدائية خلال حياتهم اليومية.

وفي منطقة قريوت شرق مدينة نابلس يمارس شبيبة التلال وعصابات تدفيع الثمن إرهابهم بحق المواطنين، وشوهد في المنطقة أحد المستوطنين يجوب في المكان ويتحدى أصحاب الأرض ويهددهم معلنًا الحرب عليهم.

ويقول المختص بشؤون الاستيطان بشار القريوتي: “أصبح الاحتلال يستخدم أسلوب المستوطن صاحب الأرض من خلال إقامة حظائر وخيام تشبه الخيمة الفلسطينية، ويقيم فيها هو وأغنامه وذلك حتى يكون هناك التباس على الفلسطينيين وتشويه صمود الخيمة وأهلها”، مشيرًا إلى أمثلة عديدة على مثل هذا المخطط لتذويب الصورة المشرقة لصمود الفلسطيني وقوة التحدي والإرادة.

وأضاف القريوتي “لهذا تعتبر التجمعات البدوية خط الدفاع الأول والمهم في الحفاظ على الأرض أمام تغول الاحتلال، خاصة وأن المستوطنين يريدون استنساخ الخيمة الفلسطينية بخيمة استيطانية تهويدية غرضها ارباك المشهد على الأرض ومحاربة الخيمة الفلسطينية ذات الطابع المقاوم والصابر على انتهاكات الاحتلال والمستوطنين”.

وفي منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، تشهد دماء الشهيد المسن سليمان الهذالين على قمعية الاحتلال والمستوطنين لمن يثبت على الأرض ويقاوم مخططات الاحتلال التهويدية.

ويقول إبراهيم الهذالين شقيق الشهيد المسن الشيخ سليمان: “استشهاد أخي وهو يدافع عن أرضه وأرضنا له دلالات مهمة في عملية الصمود والتحدي، لذا كانت عملية الاستهداف المباشر لإعدامه بدم بارد، ليكون شاهدًا على همجية الاحتلال والمستوطنين الذين يعيثون في الأرض فسادًا”.

وأضاف “شكلت عملية استشهاد شقيقي مرحلة تحول إيجابي للصمود على الأرض وعدم الخوف من إجراءات الاحتلال القمعية والتي تستهدف كل مقومات الحياة”.

وفي منطقة عرب الرماضين الجنوبي جنوب قلقيلية، يقول ممثل التجمع في المنطقة كساب شعور، إن “وجود تجمع عرب الرماضين الجنوبي شكل حماية لأكثر من ألفي دونم كانت ستذهب لمستوطنة ألفيه منشيه، وتم حصار التجمع من جميع الجهات ويعيش أكثر من 300 مواطن في سجن كبير يدخلون و يخرجون عبر بوابة أمنية وحياتهم بين أسيجة لا ترحم الصغير والكبير والأطفال والنساء”.

اقرأ المزيد