
بالصور: بعد 3 سنوات من محاولات بناء مدرسة “بادية عين سامية الأساسية المختلطة”.. الحق في التعليم يقاوم الاستيطان
23 يناير, 2022 07:49 صباحاً
رام الله_فتح ميديا
أخيرًا وبعد محاولات استمرت نحو 3 سنوات لبناء مدرسة تخدم أهالي التجمع البدوي في منطقة عين سامية شرق قرية كفر مالك شرق رام الله، نجح الأهالي في الخامس عشر من الشهر الجاري ببناء غرف صفية من الصفيح لمدرستهم التي أطلقوا عليها “مدرسة بادية عين سامية الأساسية المختلطة” لكنهم يواجهون حاليًا خطر الهدم لمدرستهم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بزعم إقامتها في مناطق مصنفة “ج” والمنطقة ذاتها مستهدفة من المستوطنين.
محاولات مستمرة لمنع بناء المدرسة
“مدرسة بادية عين سامية الأساسية المختلطة” والتي تخدم نحو 50 طالبًا وطالبة من أبناء التجمع البدوي لا تزال قيد الإنشاء ورغم تمكن مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان بالتعاون مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان من استصدار قرار يوم الأربعاء الماضي بمنع هدم المدرسة مدة عشرة أيام لكن طواقم الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال تراقب يوميًا ما يجري لمنع إكمال بناء المدرسة وتعتقل من يعملون فيها وتصادر مركباتهم ومعداتهم.
يقول خضر العمريين من التجمع البدوي في عين سامية “إن الأهالي وخلال 3 سنوات مضت يحاولون بناء هذه المدرسة لكن الإدارة المدينة التابعة لجيش الاحتلال ترصد تحركات أهالي التجمع بشكل يومي، إلى أن نجح الأهالي ببناء غرف من الصفيح للمدرسة مستغلين فترة الأمطار والليل”.
ويوضح العمريين أن الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال اقتحمت المدرسة بعد 3 أيام من إقامة غرف صفية فيها واستولت على سيارة أحد العاملين واعتقلت اثنين منهم ثم أفرجت عنهما في وقت لاحق، بعدها عاودت قوات الاحتلال الإسرائيلي ليلة الحادي والعشرين من الشهر الجاري واعتقلت ثلاثة عمال يعملون في المدرسة واستولت على مركبتهم الخاصة ونتوقع الإفراج عنهم، ثم عاودت صباح اليوم التالي وصورت المدرسة في محاولة لمنع إكمال بنائها.
أربعون عامًا من الدراسة بمناطق بعيدة!
عام 1980 تم إنشاء التجمع البدوي في منطقة عين سامية شرق قرية كفر مالك شرق رام الله ويتكون من 38 عائلة، وعانى الأهالي في المنطقة من سياسات الهدم التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم، علاوة على أن أبناءهم يضطرون للمشي نحو 10 كيلو مترات يوميًا للذهاب والدراسة في قرية كفر مالك، وحتى إن بنيت المدرسة الحالية سيبقى الطلبة ممن هم فوق الصف السادس حتى التوجيهي يدرسون في قرية كفر مالك.
وبعد مجيء السلطة الفلسطينية وفرت وزارة التربية والتعليم حافلات تقل الطلبة من التجمع البدوي في عين سامية باتجاه كفر مالك، لكن تعود معاناتهم كلما تعطلت تلك الحافلة ما يضطر الطلبة للمشي مجددًا كل تلك المسافة حتى يلتحقون بمدارسهم، وفق العمريين
ويناشد كل من يستطيع المساعدة أن يسعى معهم إلى تثبيت بناء المدرسة وعدم هدمها لتقليل معاناة الطلبة.
وبدوره، يقول المشرف العام على منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو المحامي حسن مليحات في حديث لـ”القدس” دوت كوم “إن طلبة التجمع البدوي في عين سامية عانوا على مدى أكثر من 40 عامًا من التنقل لأجل الدراسة في كفر مالك وتزداد المعاناة في ظل الأيام الباردة والماطرة”.
محاولات إفشال الهدم وإقامة المدرسة
يوم الأربعاء الماضي، تمكن محامو مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان من انتزاع أمر احترازي من المحكمة العليا للاحتلال بمنع الهدم والمصادرة لـ”مدرسة بادية عين سامية الأساسية المختلطة” بشكل مؤقت لمدة 10 أيام، علاوة على أن فريقًا قانونيًا مختصًا بدأ العمل على إصدار ترخيص للبناء لضمان عدم هدم المدرسة بشكل مطلق.
ويؤكد مدير دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة “أنه لم يعد مستبعدًا أي فعل للاحتلال وربما يتم هدم المدرسة، ولكن هناك جهودًا قانونية نأمل أن تنجح وهذه الجهود ربما تستمر لسنوات رغم أننا لا نعول كثيرًا على محاكم الاحتلال”.
ويشدد أبو رحمة على أنه في حال أقدمت قوات الاحتلال على هدم مدرسة “بادية عين سامية” فإن ضغطًا وحشدًا شعبيًا ودوليًا سيجري العمل عليه لمنع الاحتلال من هدم المدرسة، ويقول “إن هذه الجهود تأتي لأن من حق الناس أن تتعلم ولا يشكل وجود مدرسة أي خطر على الاحتلال”.
ويضيف أبو رحمة أن حق التعليم مكفول بالشرائع الدولية ومن غير المنطقي أن يقطع الأطفال يوميًا مسافة تصل إلى عشرة كيلو مترات من أجل الوصول إلى مدارسهم في قرية كفر مالك.
وينوه أبو رحمة أن مخاطر يومية تهدد الطلبة الذين يمرون عبر بؤر استيطانية رعوية أقامها مستوطنون خلال الفترة الماضية وكذلك يمرون عبر طريق استيطاني وسط الظروف الجوية الصعبة، وهو أمر قد يؤدي بالأطفال إلى التسرب من مدارسهم لتفادي كل هذه الصعوبات حينها يخسرون حقهم بالتعليم.
ويشدد أبو رحمة على أن بناء مدرسة للعشائر البدوية يعني استقرار نواة من الأهالي لبناء قرية في المستقبل، حيث يتنقل الأهالي ويعيشون في أريحا شتاء وفي منطقة عين سامية صيفًا ووجود المدرسة يعني استقرارهم في “عين سامية” وإفشال محاولات الاحتلال في تهجيرهم والسيطرة على أراضيهم لصالح المخططات الاستيطانية.
ووفق أبو رحمة فإن محاولات منع الاحتلال لمدرسة تجمع عين سامية البدوي يأتي في سياق مخططات استيطانية تستهدف المنطقة ذاتها، بينما العمل على تثبيت الأهالي وتوفير الخدمات لهم ومن بينها بناء مدرسة يأتي في السياق الفلسطيني لحماية الأرض من تلك المخاطر.
تجمع “عين سامية” ومقاومة الاستيطان
لا تنفك قوات الاحتلال والمستوطنون استهداف منطقة عين سامية المبنية من الصفيح والخيم وتعيش فيها 38 عائلة بدوية تعتمد على التربية الحيوانية وتبحث عن مراعٍ لها بين أريحا وعين سامية.
ويقول خضر العمريين من تجمع عين سامية البدوي “إن المستوطنين ضيقوا على المراعي التي يبحث عنها الأهالي، حيث أقاموا خلال الفترة الماضية بؤرا استيطانية رعوية، في محاولة لمنع الأهالي من المراعي والسيطرة على الأراضي”.
ويقع تجمع “عين سامية” شرق رام الله على أطراف بادية القدس، حيث استقرت عشيرة بدوية من العمريين/ الكعابنة منذ العام 1980 وتضم قرابة 300 مواطن ذاقوا مرارة التهجير والترحيل مرات عدة قبل أن يستقروا في هذا المكان ضمن تفاهمات غير مكتوبة مع الإدارة المدنية للاحتلال، وصادرت مستوطنة “كوكب الصباح” المقامة على الأراضي الشرقية من رام الله جزءاً كبيراً من أراضي تجمع عين سامية ضمن البادية.
ويعاني التجمع من اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين بهدف مصادرة ما تبقى من الأرض وطرد أهلها منها، وفق مركز القدس للمساعدة القانونية، مشيرًا إلى أن التلال المحيطة بالتجمع شهدت إقامة عدة بؤر استيطانية على شكل بؤر رعوية يتكون كل منها من كرفان “بيت متنقل” وقطيع أغنام أو أبقار بهدف نشر الإرهاب في المنطقة وتطهيرها عرقياً باستخدام مزيج من الإرهاب والأدوات الرسمية للاحتلال، ويهدف الطرفان لممارسة التهجير القسري، الذي يرتقي إلى كونه جريمة حرب بحق السكان المحميين تحت الاحتلال.
وفي السياق، يؤكد مدير دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة لـ”القدس” دوت كوم “أن أراضي البادية الممتدة حتى الأغوار مستهدفة من الاحتلال والمستوطنين وانتشرت فيها ثماني بؤر رعوية في الفترة الأخيرة، وتكمن خطورة تلك البؤر بأنها تقام على مساحة صغيرة وتسيطر على آلاف الدونمات وتحد من توسع العائلات البدوية في المنطقة، علاوة على محاصرة تلك البادية بالمستوطنات ومعسكر لجيش الاحتلال”.






