
العويصي يتحدث عن أبرز محطات الزعيم الراحل ياسر عرفات
09 نوفمبر, 2021 03:49 مساءً
فتح ميديا - غزة:
قال صلاح العويصي، أمين سر هيئة العمل التنظيمي بحركة فتح ساحة غزة، "الحديث يطول عن ياسر عرفات الإنسان والقائد والمؤسس والثائر، الذي استطاع بحنكته أن يحول طوابير اللاجئين إلى ارتال من المقاتلين، ياسر عرفات تجده في كل مكان في أزقة المخيم والاحياء صورة معلقة في كل مكان، حب ياسر عرفات من شعبنا الفلسطيني لأنه لم يمر قائد بحجم ياسر عرفات وهو قائد استثنائي".
وأضاف:"بصراحة استطاع أن يميز ما بين التنظيم والدولة والمؤسسات، لكن ياسر تجده في كل المحطات بدءا من جبال الخليل ونابلس عام 1967 وبعد انطلاقة حركة فتح، وكل المعارك التاي خاضها كان يحرص ياسر عرفات على تأسيس ركائز تنظيمية أساسية مهمة وكان يعول على التنظيم وأن التنظيم لديه الكادر المتميز وكان يميز على القطاعات الشبابية والمرأة والعمال التي تنثل عشرات الآلاف من أبنا شعبنا. استطاع عرفات أن يصقل حب الانتماء والهوية لهؤلاء الأبناء من خلال حركة فتح، وتعزيز التنظيمات الفلسطينية كلها، كان يركز على بناء تنظيم قادر.
وتابع العويصي:"من هنا تجد أن حركة فتح في جنوب لبنان عندما أسست مجموعات فتح، شكلت ركيزة أساسية، حتى في اجتياح بيروت عام 82، تصدى آلاف من أبناء حركة فتح ومن مقاومين منظمة التحرير، وكانت الطليعة الأساسية الطليعة الطلابية وطليعة المقاتلين من الشباب، وكان هذا نموذج لمدرسة أسسها ياسر عرفات ليكون التنظيم في الطليعة، هذه مدرسة الياسر التي تربى وتخرج منها آلاف الشباب والقيادات التنظيمية".وبين أن ياسر عرفات كان رجل دولة أكثر من كونه رجل تنظيم، ففي السنوات الأخيرة وبعد دخول السلطة إلى الأراضي الفلسطينية، أسس ياسر عرفات ركيزة أن هناك مشروع دولة، وكان في كل المناسبات يدعو الجماهير إلى الهتاف لفلسطين والقدس، وكانت أعينه دائما على القدس كرمزية دينية وسيادة للدولة الفلسطينية، لكن للأسف إذا أجرينا مقارنات بين نهج ياسر عرفات ونهج محمود عباس، نجد أن هناك تفريط كبير بالقضية الفلسطينية ولم تعد كما كانت في زمن ياسر عرفات، هناك تراجع عشرات من الدول التي اعترفت بإعلان استقلال دولة فلسطين، وجزء كبير من هذه الدول بدأ بنقل سفاراته إلى القدس المحتلة.
وأكد العويصي، أن عرفات كان يتحرك كحصان أصيل في مشاورات عربية ودولية هنا وهناك، كان يضع كل زعماء العالم في صورة الوضع في فلسطين، وقلّما تجد من يسير على نهج ياسر عرفات، النهج الذي يسير عليه الرئيس عباس نهج مغاير وتدمير للقضية الفلسطينية، وننتهز هذه المناسبة لدعوة الأخ محمود عباس وبصفته رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح أن يعود إلى مدرسة عرفات مدرسة الدولة والانتماء وتعزيز الجسد الواحد والانتماء الواحد، وأن ينهي هذه الحقبة من الانقسام التي اضرت بالقضية الفلسطينية، العديد من الدول تتساءل كيم يمكن أن نقف إلى جانبكم وأنتم منقسمون كيف لنا أن نقف إلى جواركم؟! آن الأوان أن نتخلص من عار الانقسام وان نعيد لهويتنا الفلسطينية انتمائها.
وقال:"أفتقد ياسر عرفات كأب، وكنت قد التقيت به أربع إلى خمس مرات عندما كنت نائبا لرئيس مجلس الطلبة بجامعة الأزهر، وعندما كنت مفوض التنظيم في رفح وكان اسمه إقليم رفح، أبو عمار حريص على كل التفاصيل، وعندما تحدثنا عن بناء مؤسسة للتنظيم كان يضع كل لمسات فنية يشارك بها ياسر عرفات، رجل دقة العمل عنده في منتهى الروعة والعمل التناهي طول اليوم، ما يقارب من 20 ساعة عمل طول اليوم ويتابع أدق التفاصيل، انت تتحدث عن اقليم أو مجلس طلبة ولكن عرفات يتحدث عن وطن ولاجئين ومخيمات وعلاقات دولية وعربية واقليمية".
وأردف العويصي:"شعرنا باليتم بعد رحيل ياسر عرفات، وليس فقط أبناء حركة فتح بل كل أبناء الشعب الفلسطيني، ياسر عرفات لم ينتظر أحد حتى يتسول للعلاج، وكان موجودا في كل مكان، وكان يشعر بالإنسانية تجاه كل فلسطيني، وعندما كان يقبل قدم مبتورة لأحد المصابين من الاحتلال الصهيوني، فإن هذا يؤكد على تعزيز نفسية يسر عرفات وتعزيز الانتماء والهوية الفلسطينية، ويمكننا القول باختصار شديد أننا فقدنا رمزا كبيرا لا نستطيع تعويضه في كل الظروف والأماكن".
ونوه إلى أن ياسر عرفات حالة استثنائية واستطاع أن يجمع بين الرمز للقضية الفلسطينية والمؤسس ورجل الدولة الذي يستطيع أن يعزز بناء المؤسسات الفلسطينية، عرفات كان لديه رسالة لكل أبناء شعبنا بأننا كثورة فلسطينية وكحركة فتح وكسلطة فلسطينية لن نسمح أن يهان شعبنا ولن نسمح باقتحام الجامعات، وكما تحدث الشاعر الكبير سميح القاسم كانت رسالة عرفات لا تصمت على الاعوجاج، بأن قوموا هذا الاعوجاج، وكانت رسالة في غاية الروعة، ليتحول آلاف الطلاب في جامعة النجاح للهتاف بالروح بالدم نفديك يا ابو عمار، وكان هذا احتجاج على سلوك بعض الأجهزة الأمنية باقتحام جامعة النجاح، بصراحة رجل نحتاج له في هذه الظروف.
وأشار إلى أن الاخ محمد دحلان قبل أن يكون نائبا وقب أن يكون قائدا في جهاز الأمن الوقائي، كان قائدا طلابيا ومن رموز الحركة الطلابية وساهم في تأسيس حركة الشبيبة الطلابية في قطاع غزة والضفة الغربية، بتعليمات مباشرة من القائد أبو علي شاهين، وكانت هذه نقطة السر عندما خرج أبو عمار من بيروت عند اجتياح عام 82، وسأله أحد الصحفيين إلى أين المسير يا أبو عمار، قال له إلى الأرض المحتلة، وتعجب الصحفي وقال له يا أخ ابو عمار أنت ذاهب إلى مصر واليمن وليبيا والسودان وهناك تشتت، وكيف تصل للأرض المحتلة، وكانت هنا نقطة السر والاشارة إلى أبو علي شاهين من داخل السجون بتأسيس الشبيبة، وبعد خمس سنوات انطلقت الانتفاضة وكانت حركة فتح تقود أعظم انتفاضة في التاريخ وأسست للدولة الفلسطينية، علاقة ياسر عرفات بعد الأخ محمد دحلان عام 86 من قطاع غزة إلى عمان ومن ثم في تونس، أبو عمار تلمس أن هناك قائد شبابي سيكون له مستقبل كبير، وكان هناك اجماع لديه ولدى الأخ خليل الوزير أبو جهاد، وكان الأخ دحلان رغم أن سنه تقريبا 26 – 27 سنة تم تكليفه في لجنة القطاع الغربي، وهي لجنة مشرفة على كل العمليات المسلحة التي تنفذها حركة فتح والتي اخطرها مفاعل ديمونا عام 1988 والتي كانت سبب رئيسي في اغتيال خليل الوزير ابو جهاد.
وختم قائلاً:"من هنا كان طريق ياسر عرفات ومحمد دحلان معمدا بالعشرات من اللقاءات اليومية والمشاورات اليومية وما يزال الاخ محمد دحلان يحافظ على إرث ياسر عرفات وفي كل اللقاءات كان يطرح أن ياسر عرفات مدرسة، ويجب أن نحافظ على هذه المدرسة، وعلينا أن نعزز هذا النهج داخل حركة فتح ومن ثم بدأ في الآونة الأخيرة وفي السنوات الأخيرة رغم الفصل وقطع الرواتب والتعسف، تحدث الأخ محمد دحلان عن مدرسة المحبة التي تجمع حركة فتح وتعززها، هذا نهج ياسر عرفات مدرة المحبة التي زرعها عرفات نفتقدها اليوم كثيرا، ومن هنا تأتي علاقة التيار الإصلاحي والأخ محمد دحلان باستمرار لنهج ياسر عرفات الذي سنحافظ عليه حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".




