أبو خوصة: الفلسطيني يتعرض لاستهداف متعدد الأطراف والجبهات

15 اكتوبر, 2021 10:06 صباحاً

فتح ميديا - غزة:

قال توفيق أبو خوصة القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، "إن أكثر أشكال الصراع حدة وأهمية وخطورة هو الصراع على الوعي الفردي والجمعي في المعادلة الفلسطينية، والأهم أن الإنسان الفلسطيني يتعرض للاستهداف المتعدد الأطراف والجبهات في هذا الصراع المفتوح".

وأضاف أبو خوصة في منشور على صفحته على موقع فيسبوك، "لكن الأسوأ هو أن يشتعل هذا الصراع الهادف إلى كي الوعي ليس مع العدو المركزي بل ينتقل إلى الجبهة الداخلية وبأيدي وأقلام وعقول وقيادات فلسطينية تستهدف صياغة الوعي الوطني والتنظيمي ووضعه في قوالب فكرية وسياسية واجتماعية تقود إلى التدجين الطوعي أو القسري وتأخذه بعيدا باتجاه الاستسلام والتسليم وإفقاده القدرة على المواجهة والاشتباك والتعبير عن ذاته بالدفاع عن حقوقه ومنطلقاته الفكرية و التنظيمية و الوطنية.

وبناء على الحقيقة الحية التي تقول بأن خيانة المثقف أسوأ الخيانات، نجد أن التنظير والتبشير بمصادرة وشطب إرادات الفرد والمجموع وقولبتها بأساليب مختلفة ومختلقة تتراوح بين الترغيب والترهيب بهدف تعميم وتعميق فلسفة القطيع، وهكذا عندما يتحول الكاتب والمثقف والمفكر أو جزء من الشريحة الريادية في المجتمع إلى مرحلة عبودية مصالحهم وترزية أفكار ورؤى وتصورات مدفوعة الثمن مهما كانت نتائجها وتداعياتها القريبة أو البعيدة على الوعي الفردي والجمعي للناس والقضايا العامة هنا تكمن الطامة الكبرى.

وفي كثير من الأحيان يكون الضرر أقسى وأخطر من حالة الصراع الدائم مع العدو المركزي، ولا شك أن هذه النوعية بقصد أو دونه تقدم خدمة غير مباشرة تحقق بعضا من أهداف العدو في الصراع المركزي على كي الوعي وتعزيز الرواية المضادة، والنموذج الأقرب ما يجري داخل حركة فتح ومكوناتها، وينسحب ذلك على العديد من المسميات على الساحة الفلسطينية بأشكال ونسب متفاوتة.

وهنا لابد من القول أن الفعل الجاد والمؤثر في التصدي لهذا الخطر الدائم يشكل ضرورة وأولوية وطنية في غاية الأهمية لأن هذه الحرب الشعواء بالأساس تستهدف الأجيال الشابة في ظل الحصارات المتعددة وإغلاق منافذ الأمل والمستقبل في وجوههم بالإضافة إلى انسداد الآفاق السياسية وتراجع الفرص في إيجاد حلول للقضية الوطنية وفوق هذا وذاك حالة الانقسام والقسمة والتقاسم السلبي على الساحة الفلسطينية وما يتركه ذلك من أثار تدميرية على مختلف المستويات.

وذلك عبر تعميم وتجسيد المفاهيم والقيم التنظيمية والوطنية بأبعادها النضالية والتعبوية والتنويرية الحقيقية والدعوة إلى فتح مسارات النهوض والاستنهاض وعدم الاستكانة للأمر الواقع، حيث أن أبسط مفاهيم الثورة السعي لإحداث التغيير الجذري في واقع فاسد، والفساد والإفساد للأسف هو السمة السائدة، إذ أن الصراع على الوعي لا يتجزأ سواء كان في مواجهة العدو المركزي أو الثانوي، فلسطين تستحق الأفضل ... لن تسقط الراية".

اقرأ المزيد