أصوات المعارضة تتعالى على سلوك السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية

24 اغسطس, 2021 08:30 صباحاً

فتح ميديا-غزة:

تعالت أصوات المعارضة على سلوك السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والتي تواجه سلسلة من الانتقادات الواسعة نتيجة تصرفاتها السلبية، والتي تنتهك الحق في حرية الرأي والتعبير، وتواصل التغول والفساد.

السلطة الفلسطينية تستمر بتغولها على حرية الرأي والتعبير وتعتقل منتقدين السلطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتهاجم كل من خرج في مسيرات وتظاهرات سلمية كما حدث يوم السبت بتاريخ 21 أغسطس ،حيث قامت بالاعتداء على نشطاء في مدينة رام الله واعتقالهم حين بدأوا بالتجمع وسط المدينة لتنظيم فعالية تطالب بمحاسبة المتورطين في مقتل الناشط نزار بنات، حيث قامت بعض الأجهزة الأمنية، التي احتشدت مسبقا، بمهاجمة التجمع قبل بدء الفعالية، وفضه بالقوة ثم اعتقلوا  أكثر من 20 منهم من بينهم الكتاب والشعراء والأكاديميين في وقت يواجه فيه شعبنا في الضفة و القدس و غزة العدوان الإسرائيلي.

قيادات فلسطينية ترفض انتهاكات السلطة وسياسة تكميم الأفواه

قيادات فلسطينية ومحللين سياسين ومنظمات دولية وجهوا انتقادات لاذعة لسياسة السلطة الفلسطينية في تكميم الأفواه، ومحاولاتها في قمع المتضاهرين واعتقالهم المستمرة، وسلسة الانتهاكات التي تمارسها قوات وأجهزة السلطة الفلسطينية في كافة المناطق، وسط استياء فلسطيني واضح.

وعبر النائب محمد دحلان قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح في منشور له عبر الفيس بوك: "أن مظاهر القمع من أمن السلطة الفلسطينية في الضفة للمظاهرين السلميين يعبر عن حالة من انفصام مَرضي في شخصيتها الوطنية، ويعتبر تكريساً لميلاد الاستبداد، وتفضيلا لمصالح الاحتلال على مصالح شعبنا، ويعبر أيضاً عن فقدانها الشرعية.".

وقال توفيق أبو خوصة القيادي في تيار الاصلاح الديمقراطي في منشور له عبر الفيس بوك: "في هذا الزمن الرديء برداءة أهله صدقا لو جاء محمود درويش من قبره وقال لهم ( لا ) شعرا أو نثرا لاعتقلوه ،ولو عاد القائد الشهيد أبو إياد لاتهموه بالتجنح أو العمل لحساب أجندات خارجية و إطالة اللسان و القدح و الذم في مقامات عليا".
ووجه أبو خوصه حديثه لـــ الأديب و الشاعر و الكاتب و الروائي زكريا محمد وقال:" لا تحزن أنت و إخوانك ممن طالتهم يد القمع و إرهاب تكميم الأفواه ،،، هذا ثمن الوفاء و ضريبة الإنتماء ،،، و ستبقى فلسطين ولادة و إن طال ليلها فهي على موعد مع فجر قادم ،،، الحرية للأحرار و الصمت عار ،،، فلسطين تستحق الأفضل .

ودعا خليل عساف رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية السلطة الفلسطينية إلى أن تكون أكثر عقلانية وانفتاح على صوت الشعب وأكثر اهتمام بهموم الناس ومطالبهم، مستنكرا اعتقال النشطاء والأكاديميين في رام الله خلال الأيام الماضية.

وطالب عساف بضرورة فتح حوار عاقل وجاد لوقف حالة الاحتقان الموجودة داخل المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية.

وتابع: لا أن يتم اعتقال المواطنين، لمجرد أنهم أشخاص يطالبون بالحريات العامة ووقف الفساد واحترام القانون والسماح بالتعبير عن الرأي.

وتساءل عساف:" هل بدل أن يكرم مثل هؤلاء لأنهم حراس على الكرامة والقيم الوطنية والقانون، وترفع لهم القبعات، يتم ضربهم ويزج بهم في السجون ويتهموا بالخيانة كما تم اتهام الأسير المحرر ماهر الأخرس"!.

نشطاء ومثقفين وكتاب رفضوا سلوك السلطة ووصفوه بالتخبط

تساءل الكاتب حسام نصر :" وهل مطلوب مني كعضو امانة عامة لاتحاد الكتاب ان اوافق على اعتقال مثقفين وكتاب ومفكرين!؟ إذا انا لا استحق المكان !

الشاعر متوكل طه يقول في منشور له عبر الفيس بوك:" اعتقال  أي  مبدع  كارثة  وجنون، ومصادرة  حرية  المثقفين  تعاكس  كل  معتقداتنا  ،وتؤسس  لنهج  سلبي مرفوض ويلوّث صورتنا.

الصحفي أحمد زكارنة يعتبراعتقال المثقفين يشبه تماماً، فعل حال الفراغ الذي يشرح التفاصيل في انتقال المعنى، تفاصيل عدوى الجنون عند فقد الصواب، وانتقال معنى الحرية بمفهومها الوطني والأخلاقي.

الباحث عزيز المصري يقول في تغريدة له عبر الفيس بوك:" ما تقوم به السلطة من اعتقالات لمثقفين وكتاب ونشطاء مجتمع في الضفة ضرب من الجنون ومزيد من فقدان الثقة بمؤسسة السلطة، وفي النهاية رسالة للجميع، من يخشى رأي او بوست او موقف هو أصغر من أن يبني ويحرر وطن ..

الناشطة اسلام الفايز قالت في تغريدة لها عبر صفحتها الشخصية في الفيس بوك

"شوفوووا شو بتعملوا بالشعب لحتى كفر فيكم"

شبكات حقوقية وصحفية ترفض تغول السلطة الفلسطينية إزاء المتظاهرين السلميين

لجنة دعم الصحفيين نظرت بخطورة لتصرف السلطة وأكدت رفضها لحملة الاعتقالات السياسية وتوقيف عدد كبير من الشخصيات الاعتبارية والأكاديمية والشعراء واستجوابهم غير القانوني على خلفية مطالبة المتظاهرين بإطلاق الحريات الإعلامية والعدالة في قضية الناشط بنات.

وطالبت بوقف ملاحقة الكتاب والصحفيين والزج بهم في السجون، مؤكدة أن هذه الاعتقالات السياسية تخالف كافة المواثيق والقوانين والأعراف الدولية والأخلاق الوطنية.

وأوضحت أن تصاعد حملة الاعتقالات بحق الكتاب وقادة الراي في الضفة الغربية على خلفيات سياسية يؤكد على تراجع حالة الحريات الصحفية وانحدارها لمستوى مقلق.

من جهتها أدانت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية بأشد العبارات ما جرى من قمع واعتداء، واعتقال لنشطاء في مدينة رام الله، واعتبرت ذلك منهجية مقلقة لمستقبل النظام السياسي الفلسطيني برمته، على ضوء تعطيل اجراء الانتخابات العامة، وتغول السلطة التنفيذية، واحكام قبضتها على سير الامور،  والمخاوف من التحول لنظام بوليسي في الاراضي الفلسطينية المحتلة .

وطالبت  الشبكة الاحزاب السياسية، والمؤسسات والاتحادات النقابية، والمهنية باعلاء صوتها الى جانب صوت المجتمع المدني وسائر المكونات، والحراكات الشعبية والاجتماعية، برفض هذه الممارسات، والعمل على ايجاد اليات الحوار الداخلي بديلا للتعدي على حقوق الناس، وانفاذ القانون بحق كل من يتجاوزه، وحماية النسيج الوطني والمجتمعي، وتعزيز صمود الناس في مواجهة سياسات الاحتلال التي تصعد من عدوانها في الضفة الغربية وقطاع غزة.

يذكر أن المعتقلين هم الشاعر الكاتب والراوي زكريا محمد في رام الله، والذي عمل محررًا وكاتبًا صحفيًّا لسنوات طويلة، وصدرت له كتب عديدة في الشعر، الرواية، الميثولوجيا، وأدب الأطفال، وأفرجت عنه بعد ساعات.

واعتقلت أيضًا فادي قرعان، عمر نزال، خلدون بشارة، أحمد نصر، محمد العطار، البروفسور عماد البرغوثي، يوسف أبو خضير، إبراهيم أبو حجلة، ماهر الأخرس، ضحى معدي، كوثر العبويني، يوسف عمرو، سالم قطش، عبد الهادي أبو شمسية، أبي العابودي، عمر عساف، جهاد عبدو، غسان السعدي، أمير سلامة، حمزة زبيدات، محمد عبدو ويوسف الشرقاوي.

كما يذكر أن أجهزة أمن سلطة أفرجت، مساء يوم الأحد 22 أغسطس  عن الشاعر الكبير زكريا محمد، عقب اعتقال دام لساعات.

وكتب الشاعر والكاتب والراوي زكريا محمد عقب الإفراج عنه: "اعتقال الأجهزة الأمنية لنا بلا سبب وخارج القانون ويحمل رسالة للجميع بأن ليس هناك كبير في البلد، ومستعدون للدوس على أكبر رأس فيكم، ونحن نرد بأنكم لن ترعبونا، وسنتصدى للقمع والفساد والاستسلام أمام العدو، وتحيا فلسطين".



اقرأ المزيد