بالصور: إسكافي فلسطيني يعيد الحياة للأحذية والحقائب المهترئة منذ 40 عاماً في مدينة غزة

10 اغسطس, 2021 04:36 صباحاً

فتح ميديا - غزة:

 يجلس الفلسطيني خليل حمدان (64) عاما داخل حجرة صغيرة على ماكينة الخياطة في سوق الزاوية الشعبي وسط مدينة غزة، لإصلاح الأحذية والحقائب الممزقة قبل بدء العام الدراسي الجديد.
وتروي تجاعيد يديه، وتفاصيل وجهه حكايات الأربعين سنة التي قضاها حمدان في تلك الحُجرة الصغيرة.

ورث حمدان تلك الحجرة من والده، الذي قضى عمراً كاملاً بالعمل داخلها.

يقول حمدان "اعتاد المارة على وجودي في تلك الحجرة، التي أقضي بها نهاري كاملاً، مستقلاً الحقائب والأحذية لإصلاحها على مدار سنوات عديدة".ويضيف "كنت أتعامل مع أجيال قبل سنوات، والآن أتعامل مع أبنائهم وأحفادهم من الجيل الجديد، وأنا لازلت في المكان ذاته".

وأشار حمدان إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة، التي يعيشها الكثير من العائلات في قطاع غزة، تحكم عليهم باللجوء إلى تصليح الحقائب والأحذية الممزقة، لعدم توفر البدائل.

وعبر حمدان عن حزنه الشديد قائلاً "يأتي البعض، وبيده قطعة قماش ممزقة ومهترئة لخياطتها وترميمها، نظراً لعدم قدرته على شراء واحدة جديدة".

ومع اقتراب عودة الطلاب إلى المدارس، ينشط العمل لدى حمدان في إصلاح الحقائب والأحذية للطلاب، الذي يراهم عاماً بعد عام لإصلاح القطع ذاتها.

وقال حمدان مشيراً بيده إلى إحدى الحقائب المهترئة "أذكر أنني قمت بإصلاح هذه الحقيبة أكثر من خمس مرات، ولا أدري إن كانت تحتمل محاولة ترميم أخرى".

وتابع "هناك أشخاص لا يستطيعون دفع تلك الشواكل البسيطة لإصلاح ما اهترأ من كثرة الاستعمال".

ولفت حمدان إلى أنه بالرغم من كثرة المترددين على ورشته الصغيرة لإصلاح ممتلكاتهم القديمة، إلا أن الحركة التجارية راكدة، ما يجعله يعيش في أوضاع اقتصادية صعبة.

وأكد حمدان عشقه لتفاصيل حجرته الصغيرة التي تشبه الحكايات القديمة، ويروي الستيني بكل شغف أن والده كان يعمل بذات المكان قبل أكثر من 70 عام.

ويحتفظ حمدان بكافة التفاصيل دون محاولة تطويرها، لتبقى من رائحة والده الذي ترك له هذا الإرث الوحيد.

اقرأ المزيد