الشهيد محمود طلبة من غزة زين شعره ليحتفل بالعيد فاستقبلته الجنة شهيدا

17 مايو, 2021 04:30 مساءً

فتح ميديا - غزة:

كل شيء في قطاع غزة يختلف، تُجهز بيتك لفرحة العيد وتزين جدرانه وتقوم بتجديد دهانه حتى تستقبل المهنئين، لكن مخططاتك تتغير ويتحول الزوار من التهنئة إلى التعزية.

هذا ما حدث عند عائلة الطفل الشهيد محمود حامد طلبة من سكان حي الزيتون بمدينة غزة ، الذي استشهد صباح يوم الأربعاء 12 مايو قبيل يوم عيد الفطر بيوم واحد، حيث شنت إسرائيل عدوانها على القطاع بعدما أطلقت صواريخ من قطاع غزة إلى البلدات الإسرائيلية؛ رداً على العدوان على المسجد الأقصى ومحاصرة المرابطين وانتهاك حرمة المسجد، وتدمير أجزاء داخله بالقنابل و الاعتداء على أهالي الشيخ جراح.

يتحدث حامد طلبة والد الشهيد محمود عن تفاصيل استشهاد ابنه بحرقة ويقول:" توجه محمود يوم الثلاثاء بعد صلاة المغرب إلى الحلاق للاستعداد لعيد الفطر حتى يرتب قصة شعره. 

كنت في المنزل وفجأة سمعت أصوات انفجار شديد قريبا من بيتنا، وتناثرت الشظايا فوق سقفه المصنوع من الزينقو "معدني"، فخرجت مسرعاً اتفقد الحدث، فوجدت ابني محمود مصابا برأسه على باب صالون الحلاقةـ وكان هناك أيضا طفل اخر استشهد، وفتاة كانت متوجهة الى الصيدلية لإحضار الدواء لوالدتها وتمت اصابتها واستشهدت في اليوم التالي ،وعدد كبير من الإصابات والشهداء ".

ويصف والد الشهيد الحدث بالفاجعة، ويقول :" ما يحزنني أني جهزت له كسوة العيد وكل ما يلزمه وكنت أرى الفرحة مرسومة على وجهه، وكان كالطائر يتنقل من مكان إلى مكان بكامل سعادته، وينتظر صباح العيد حتى يذهب إلى المسجد ويكبِر للعيد ، وطلب مني تجديد دهان البيت لأنه كان قديما كذلك تجديد غرفته لاستقبال أصدقائه في العيد".

دراسته

وحول دراسته يقول والده:" كان محمود متفوقا بدراسته ووفرت له كل ما يلزم للتعليم الالكتروني بسبب كورونا .

محمود كان يسبق عمره وكان طموحه أن يصبح مهندساً ،حيث عمل جهده حتى يتميز في مادة الرياضات".

وجهاً كالبدر 

فاجعة فقدان الطفل محمود صدمت والدته وكان وقعها مختلفاً عليها.

تقول والدته:" فرحة محمود بالعيد قبل استشهاده أدخلت السعادة إلى قلبي، حيث كنت سأعد له طبق الفسيخ وكي ملابسه وتجهيزها كما كل عيد واتفقت مع والدته على منحه عيدية كبيرة كما طلب.

وعن محمود قبل استشهاده تقول والدته:" كان وجهه كالبدر وأول مرة أراه سعيدا وجعلني اندهش من كثر حركته من مكان إلى اخر على غير عادته.

كان يودعنا

تبكي والدته:" لم أكن أعلم انه كان يودعنا ويحلق بكل زوايا البيت ويُضحكنا ".

وتستدرك والدة الطفل محمود حديثها المليء بالحزن وتقول: " كل دقيقة احتضن ملابس العيد وأتفقد غرفته التي زيناها له ،و تفقدت الفسيخ وصرت أتخيله وهو يأكل منه .

سأحتفظ بكل ما تركه محمود،بملابسه، كريم الشعر الخاص به، صوره، حتى صدى صوته لن يغيب، وسأتواصل مع أصدقائه واعزمهم على بيتنا".

محمود اختار عيده بالجنة وسيسمع مناداتي عليه كل صباح وأنا أيقظه، وسيضحك لي كما اعتدت.

يغتالون فرحتنا

انهارت أم محمود باكية وقالت:" خطف الاحتلال الإسرائيلي فرحتي وفرحة محمود حسبنا الله ونعم الوكيل هذا قدرنا في غزة يغتالون فرحتنا".

ويتواصل التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم السابع على التوالي مخلفا خسائر مادية وبشرية جسيمة، وسط تعثر المساعي الدولية للوصول إلى حل.

وصعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من هجماتها ضمن قصف غزة 2021، مع تدمير أبراج سكنية في مدينة غزة، وإطلاق صواريخ أخرى تجاه مبانٍ سكنية في أحياء بالمدينة.

اقرأ المزيد