
ورقة حقائق: تداعيات ارتفاع نسبة الفقر والبطالة على سكان قطاع غزة خلال سنوات الانقسام
10 مارس, 2021 07:11 صباحاً
فتح ميديا - غزة:
مقدمة:
يعيش عشرات الآلاف من أبناء قطاع غزة، أوضاعا معيشية يصفها اقتصاديون بـ"الكارثية"، جرّاء الحصار الإسرائيلي المفروض للعام الـ(14) على التوالي، بفعل تداعيات الانقسام الفلسطيني الداخلي. ويعزي اقتصاديون ارتفاع نسبة البطالة في غزة إلى عدة أسباب مُركّبة أبرزها الحصار الإسرائيلي وجائحة كورونا، ومن ثمّ تداعيات الانقسام الفلسطيني، وأيضاً استمرار إجراءات السلطة الفلسطينية "العقابية" التي جرى تنفيذها في قطاع غزة منذ نيسان 2017، أدى إلى نتائج كارثية انتهكت الكرامة الإنسانية ومختلف الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لسكان قطاع غزة.
أرقام واحصائيات:
- بلغ معدل البطالة في فلسطين في عام 2020 حوالي 26٪ مقارنة مع 25% عام 2019، في حين بلغ إجمالي نقص الاستخدام للعمالة حوالي 36٪، وفقاً لمعايير منظمة العمل الدولية (ICLS-19th).
- سجلت أعلى معدلات بطالة بين محافظات قطاع غزة عام 2020 حسب تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في مدينة دير البلح حيث بلغت بواقع 53% تليها محافظة رفح 52% في حين سجلت محافظة شمال غزة أدنى معدل بطالة 38%.
- انخفض عدد العاملين في فلسطين من 1.01 مليون عامل في عام 2019 إلى نحو 559 ألف عامل في عام 2020 بنسبة 5%، حيث انخفض في قطاع غزة بنسبة 13%، كما انخفض في الضفة الغربية بنسبة 3%.
- كما وانخفض عدد العاملين في اسرائيل والمستعمرات من حوالي 133 ألف عامل في عام 2019 إلى 125 ألف عامل في عام 2020 بسبب جائحة كورونا.
- أشارت بيانات الجهاز المركزي للإحصار الفلسطيني، أن نسبة المشاركة في القوى العاملة في عام 2020 انخفضت لتصل إلى 41% مقارنة مع 44% في عام 2019؛ حيث انخفضت في الضفة الغربية من 46% إلى 44% كما انخفضت في قطاع غزة من 41% الى 35% خلال نفس الفترة بسبب الجائحة.
- قطعت السلطة الفلسطينية رواتب نحو 5 آلاف موظف إضافة لرواتب نحو 1700 من رواتب الأسرى والأسرى المحررين، والإعانات الشهرية لأهالي وأسر الشهداء في قطاع غزة.
- تشير أرقام الإحصاء الفلسطيني حول مستوى الأجور في فلسطين أن 30% من العاملين بالقطاع الخاص يتقاضون أجورا اقل من الحد الأدنى للأجور، حيث أن ثلث المستخدمين في القطاع الخاص فقط يحصلون على حقوقهم كاملة، بينما تبلغ نسبة خط الفقر في فلسطين 2480 شيكل.
- أشارت تقديرات وزارة التنمية الاجتماعية إلى أن ما لا يقل عن 53,000 أسرة في مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة قد وقعت في دائرة الفقر خلال فترة اعلان "حالة الطوارئ" جائحة كورونا، بسبب فقدان مصادر دخلها في سياق القيود التي استتبعها فيروس كورونا.
- أقرت الحكومة الفلسطينية برام الله صرف مساعدة مالية في ظل جائحة كورونا بقيمة 700 شيكل لصالح 60 ألف عامل للمحافظات الشمالية، و8000 فقط للمحافظات الجنوبية "غزة".
- تشير نتائج الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2020، ان حوالي 13% من النساء في الفئة العمرية 20-24 عاماً تزوجن للمرة الأولى قبل بلوغهن سن 18 عاما، حيث بلغت النسبة في الضفة الغربية حوالي 11% مقابل حوالي 17% في قطاع غزة.
التحليل:
- قال جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، هناك ما يزيد عن 85% من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر خلال عام 2020، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والإغلاق والاعتداءات والممارسات الإسرائيلية، لافتا إلى أن جائحة “كورونا” زادت من الأوضاع الإنسانية تعقيداً بعد حصار امتد لــ 14 عاماً على التوالي.
- أصدرت المؤسسات الوطنية، بما فيها المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الأخيرة في (30/4-4/5/2018) قرارات بوقف كافة الإجراءات العقابية، وكل أشكال التمييز بين الموظفين، وعدم اتخاذ أية إجراءات جديدة ضد قطاع غزة، لكن لم تستجب السلطة برام الله لذلك واستمرت في إجراءاتها لاعتبارات سياسية.
- صدر قرار رسمي مؤخرا من قبل وزارة العمل الفلسطينية برفع الحد الأدنى للأجور لجميع القطاعات في فلسطين، إلى 1950 شيكلا شهرياً، و87 شيكلا الأجر اليومي، و12 شيكلا أجر الساعة، على ان يتم تطبيق القرار بداية العام.
- عملت وزارة المالية التابعة للسلطة الفلسطينية بخصم ما نسبته 30- 35 % من رواتب الموظفين/ات في قطاع غزة كافة (نحو 62 ألف موظف) ووقف بعض الامتيازات المالية الوظيفية مثل العلاوة الإشرافية للموظفين/ات وبدل المواصلات والعلاوة الاجتماعية، وتقليص التحويلات الطبية الخارجية المخصصة لمرضى قطاع غزة بنسبة كبيرة وصلت إلى حوالي 80 % من حجم التحويلات الخارجية المعتادة لقطاع غزة وبخاصة الحالات الحرجة كمرضى السرطان والأمراض الخطيرة الأخرى، ووقف توريد ثمن الكهرباء لمحطة توليد الكهرباء في قطاع غزة ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي فترات طويلة عن السكان، في ظل حصار يُعاني منه القطاع منذ سنوات.
- تكمن أسباب شيوع وانتشار ظاهرة البطالة في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص إلى العديد من العوامل والأسباب ومنها السياسات والممارسات الإسرائيلية التي دفعت نحو تشوهات واختلالات هيكلية في البنية الاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية، وضعف قدرة الاقتصاد الفلسطيني في توليد فرص عمل، نتيجة إلى ضعف النشاط الاقتصادي وعلاقات التبعية مع إسرائيل، مما أدى إلى خنق الاقتصاد من خلال سياسة الحصار والإغلاق والسيطرة على المعابر، ونمو القوى العاملة بمعدلات أسرع من معدلات نمو فرص العمل وعدم تخصيص الموازنات الكافية لتمويل مشاريع تنموية تقود إلى الحد من معدلات البطالة، والاتجاه نحو تقليص الوظائف الحكومية، نتيجة تطبيق برامج الخصخصة والإصلاح الاقتصادي وانتشار ظاهرة الفساد الإداري، والواسطة، والمحسوبية في تشغيل الباحثين عن العمل.
- يلاحظ من خلال احصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن هناك انخفاضًا في نسبة الزواج خلال عام 2020 مقارنةً بالعام 2019، وهذا مؤشر خطير بفعل الحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، والتي انعكست سلبيًا على تعداد الزواج.
- ساهمت اللجنة الوطنية الإسلامية للتنمية والتكافل الاجتماعي "تكافل"، في صرف منح للعمال والمتعطلين عن العمل والتي استفاد منها نحو 65 ألف أسرة من معدومي الدخل.
- عملت لجنة تكافل تنفيذ "مشروع القسائم الغذائية" حيث استفاد منها في عام 2019 نحو (32) ألف قسيمة شرائية، تمكّن حاملها من شراء الاحتياجات الأسرية بمناسبة شهر رمضان المبارك، وفي عام 2020 بواقع (70) ألف مستفيد من فقراء ومحتاجي القطاع ومتضرري جائحة كورونا من المياومين، بالتعاقد مع (56) مركزاً تجارياً في قطاع غزة، بتمويلٍ من دولة الإمارات العربية المتحدة.
- كما نفذ المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني "فتا" بالتعاون مع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية حملة توزيع ما يقارب 24 ألف من الطرود الغذائية على العائلات المحتاجة في محافظات قطاع غزة.
- طالبت الأطر العمالية في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، بوقف سياسة التمييز الجغرافي تجاه عمال قطاع غزة، وبتقديم مساعدات عاجلة لهم على إثر توقف العمل بكافة المنشآت والورش والأسواق ومرافق الخدمات عن العمل، وزيادة حجم المتعطلين عن العمل، وترك آلاف الأسر دون دخل يؤمن لقمة العيش.
- نظمت المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني "فتا" "، حفل زفاف جماعي لــ 400 شاب وفتاة في قطاع غزة، وذلك بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث استهدف الشباب من كلا الجنسين من جرحى الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وذوي الشهداء، والأسرى، والعائلات الفقيرة.
المراجع:
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تقرير يستعرض أوضاع الفلسطينيين في نهاية عام 2020، رابط التقرير: http://pcbs.gov.ps/postar.aspx?lang=ar&ItemID=3895
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تقرير النتائج الأساسية لمسح القوى العاملة للربع الرابع 2020، دورة (تشرين اول – كانون أول، 2020)، رابط التقرير: http://www.pcbs.gov.ps/postar.aspx?lang=ar&ItemID=3918
اللجنة الوطنية الإسلامية للتنمية والتكافل الاجتماعي "تكافل"، رابط الموقع: https://www.takaful.ps/Home/Index
المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية، تقرير عام 2020 عام الشباب الفلسطيني والبطالة ما تزال من أكبر التحديات، بقلم ليلى بدوي، رابط المؤسسة: http://www.miftah.org/arabic/Display.cfm?DocId=15403&CategoryId=2
المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني "فتا"، رابط المؤسسة: https://www.facebook.com/fata.org/







