أكد يوسف عيسى، أمين سر حركة فتح في ساحة اوروبا، بأن محمد دحلان ورفاقه حريصين على وحدة الحركة والنهوض بها والقيام بواجباتهم وإعادة الاعتبار لهذه الحركة التي قدمت ألاف الشهداء والأسرى والجرحى وقادة النضال الوطني وكانت بيت جامع لكل الفلسطينيين، وترجم هذا الحرص بالتنازل عن خوض الانتخابات التشريعية بقائمة مستقلة يقودها مروان البرغوثي والتوصل الي تسوية مشتركة مع أعضاء اللجنة المركزية الذين كانوا حريصين ان تذهب الحركة نحو الهاوية لينفذ مخطط أبو مازن الذي اتضحت معالمه بعد ذلك.
وأضاف عيسى، أن ما جاء في التحقيق الاستقصائي "
الرواية المفقودة" الذي تم بثه شاشة قناة الكوفية، عبر عن حرص محمد دحلان خلال وجوده في رام الله على التواصل مع الجماهير وكل المستضعفين، وبابه مفتوح للجميع ودون استثناء، مما أثار أعضاء اللجنة المركزية وأبو مازن الذي حذرهم بأن محمد دحلان يُمارس نشاطاً في الضفة العربية وتتسع جماهيريته وهذا يشكل خطراً عليكم وعلى استمرار وجودكم في حركة فتح.
وأوضح عيسى في تصريحه أن محمد دحلان كان متجاوباً مع كل لجان الاستماع والتحقيق، التي شكلتها اللجنة المركزية، وأن أبو مازن كان يعرف ذلك واعتقد ان محمد دحلان أجاب على كل الأسئلة حول الخلاف الذي بدأ يتفجر بينه وبين أبو مازن على خلفية اتهامه أنه قد تحدث عن أبنائه.
وقال عيسى، أن محمد دحلان ومن خلال التجاوب أثبتت لجان التحقيق انه كان بريء من كل الاتهامات سواء البزنس أو التجنح وممارسة التكتلات في داخل الحركة، وأن الخلاف كان مفتعلاً بأن هناك احتجاج أمريكي وضوء واضح من قبل الادارة الامريكية، الذي احتج على وجود دحلان على رأس مفوضية الثقافة والاعلام، ويحاول أن يُغير توجهات الحركة السلمية ويحاول أن يعيد الخطاب القديم ويعطي روح جديدة لفتح، من خلال خطاب يتناقض مع اتفاقية السلام ومع توجهات الرئيس وبالتالي رأى محمود عباس بأن هذا الاحتجاج ضوء أخضر أمريكي لإقصاء محمد دحلان ولم يرغب بالإفصاح عن رغبة الادارة الامريكية بإقصاء دحلان لذا تم افتعال قضية أبنائه.
وأضاف عيسى، أنه بعد الضغط اتضح بأن الرئيس ارسل شخصياً طلباً بأن يتم سحب التقرير من المناقشة والتصويت عليه وباعتبار محمد دحلان مفوض الاعلام وعضو في اللجنة المركزية قال بان هذا لا علاقة لحركة فتح وأن هذا عار على الحركة بان تكون على علاقة حماية إسرائيل من التحقيق في جرائم ارتكبت في عام 2008 ضد شعبنا في قطاع غزة.
وأكد عيسى، أن كل ذلك أنتج حالة من الحقد والبغيضة والاستهداف لمحمد دحلان باعتباره الصوت القوي في داخل اللجنة المركزية الذي كان يضع حدا لمحاولات أبو مازن للسيطرة على الحركة وتحويل خطابها وتحويل وجهها الحقيقي نحو أهداف لم تكن الحركة يوم من الأيام في خلدانها وفي تفكير قادتها المؤسسين بأن تصل الى هذه المرحلة من الانحراف والانهيار والهوان.
وختم عيسى تصريحه، بأن دحلان وخلال وجوده في المفوضية حاول أن يعطي وجهاً حقيقياً لفتح وحاول أن يعيد فتح إلى روحها الأساسية. ولكن ما حدث أنه جرى الانقلاب على دحلان بالتنسيق بين أبو مازن والامريكان والإسرائيليين، وحسين الشيخ وماجد فرج حصلوا الضوء الأخضر والموافقة الأساسية بأن يتم اقصاء محمد دحلان، وكل من معه لإفساح المجال لأبو مازن لتنفيذ خططه التي استهدفت وحدة الوطن والحركة واستهدفت عنفوان هذه الحركة.