
صناعة الألعاب في غزة تجارة كاسدة أنهكها الفقر
29 نوفمبر, 2020 03:49 صباحاً
فتح ميديا - خاص:
بين أكوام اللعب الملونة ودراجات الأطفال بحلتها الزاهية ، يقف نضال البشيتي صاحب مصنع الألعاب بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة ، يكدسها لعبة فوق الأخرى لعلها تجد مشترياً في وضع بات أغلبية قطاع غزة فيه يغرق تحت خط الفقر .
يقول البشيتي :" ورثت هذا المصنع عن والدي الذي أسسه منذ ما يقارب 40 عاماً ، لذلك تجده قديماً جداً ، ولم نجدده إلا مرة واحدة منذ ما يزيد عن ست سنوات " مشيرا ً إلى أن قلة العائد المادي يقف عائقاً أمام تطوير المصنع و توسيعه .
ويتابع :" نستخدم في صناعة الألعاب ومشايات الأطفال والدراجات الهوائية كلاً من البلاستيك و الحديد "مواسير 6 ملي "، وغيرها من المواد البسيطة التي تتوافر حولنا على الرغم من أننا نحتاج لبعض المواد المكملة للصناعة ولكن نظراً للحصار الإسرائيلي المفروض على إدخال البضائع للقطاع فنستعيض بأي إمكانيات موجودة ومتوافرة داخل قطاع غزة ".
وأكد البشيتي أن الوضع الاقتصادي " الميت " في قطاع غزة بات هو كابوسه الأكبر فالجميع يفضل شراء مستلزمات الحياة الأساسية على شراء مكملات وألعاب الأطفال، فيقول :" على سبيل المثال الموظف الحكومي يستلم نصف راتب فيقسمه ما بين سداد دين البقالة والتزامات الطعام والخضار فتصبح الأولوية لسد الجوع عن التسلية ".
ولفت البشيتي أن الحديث عن إغلاق القطاع بشكل كامل بات يمثل رعب للتاجر والمواطن ، فالتاجر يتخوف من تكديس الألعاب في مخازنه ولا يتم بيعها ، و المواطن يخاف من صرف نقوده على لعبة بينما سد الجوع أهم تزامناً مع تأخر صرف شيكات الشؤون وأنصاف الرواتب التي يتقاضاها موظفو السلطة وقطاع غزة .
ويتابع :" نحن فقط نقوم بسد العجز في السوق المحلي باحتياجاته لتلك الألعاب ، على الرغم من إقبال التجار الضعيف على المنتجات ، وجاءت جائحة كورونا لتزيد الطين بلة ، فلقد أثرت سلباً على حرية الحركة والتنقل بين المحافظات وبالتالي التوزيع على التجار ، بالإضافة إلى إغلاق بعض المحلات التي تقع ضمن المناطق الحمراء وفق تصنيف وزارة الصحة ، إلى جانب عدد ساعات العمل داخل المصنع محدودة ،هذه الظروف مجتمعة جعلت خط الإنتاج في تراجع مستمر ".
في السياق ذاته أوضح البشيتي أن عملهم الفترة الحالية يعتمد على " الطلبيات " بنظام يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع ، بينما يبقى المصنع باقي أيام الأسبوع في حالة ركود ، منوهاً أن هذا الحال جعل عائد المصنع المادي كافياً فقط لسداد التزامات المصنع من مواد خام وأجرة عمال وصيانة الماكينات وآلات المصنع ناهيك عن الكهرباء والترخيص وباقي الالتزامات .
من جهة أخرى يشير البشيتي أن الألعاب الالكترونية و انتشار الجوالات في أيدي الأطفال ساهمت في قلة الطلب على الألعاب حيث أصبح الطفل يفضل أن يلعب "ببجي " على أن يركب دراجة ، كما أن الأهل وجدوا أن الألعاب الالكترونية أوفر ثمناً من شراء اللعب البلاستيكية.
يتطلع نضال البشيتي إلى أن يتم فتح المعبر مستقبلاً بشكل دائم و تنفتح غزة على العالم ليتمكنوا من تصدير منتجاتهم ومصنوعاتهم التي تضاهي بجودتها العالية الألعاب العالمية ، وليتمكنوا من تطوير المصنع والصناعات ويفتح باب لتبادل الخبرات بيننا و بين العالم الخارجي .
هذه البساطة التي يحلم بها كل غزي أن يتمكن من تطوير عمله و توفير قوت يومه وعائلته ، ولكن يقف الحصار كنصل سيف على رقاب العباد الذين ينتظرون معجزة تُخْرِج غزة من مقصلة الفقر وضيق الحال .. والله غالب على ما تصفون ...








