خالد سلامه: ذكرى الاستقلال مناسبة لاستذكار الآم وتضحيات شعبنا الفلسطيني في فرض الاعتراف بهويته وحقوقه

15 نوفمبر, 2020 05:22 مساءً

فتح ميديا - خاص:

قال خالد سلامة مسؤول لجنة الإعلام ساحة أوروبا :" ذكرى الاستقلال هي قبل كل شيء مناسبة لاستذكار الآم وتضحيات شعبنا وعبقرتيه في فرض الاعتراف بهويته، وحقوقه المشروعة أمام حجم الظلم الذي لحق به وصبره وايمانه الراسخ بعدالة قضيته.

وأضاف في تصريح خاص لـ "فتح ميديا": استشهاد الزعيم ياسر عرفات كان حلقة من حلقات التاريخ، جاء في سياق عربي ودولي تراجع فيه الدعم للقضية الفلسطينية، وأتى ضمن مخطط دقيق للتخلص من القيادة التاريخية وتنصيب قيادة بديلة لتفريغ اتفاق اوسلو مما كان يحمله من التزامات على الاحتلال بخصوص الحل النهائي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، ياسر عرفات كان عائقا لأنه كان موصولا بشعبه، ولأنه لم يسقط خيار البندقية، فبعده تحولت السلطة إلى شريك للاحتلال في ضرب روح المقاومة لدى شعبنا".

وتابع سلامة حديثه قائلاً:" زاد الحديث مؤخرا عن التوطين، متسائلاً:" هل هذا ممكن أن يمرر على الفلسطينيين بعد سنوات طويلة من الهجرة؟، فالظروف القاهرة تدفع الكثيرين للهجرة لكن ثمة فرق بين الهجرة التي تمكن شبابنا من تطوير قدراتهم، وأخذ فرصتهم في تحقيق طموحاتهم، دون أن يؤثر ذلك على ارتباطهم الوثيق بهويتهم وأرضهم، أما مشروع التوطين فشعبنا موجود على أرضه من البحر إلى النهر، ولن يستطيع أحد اقتلاعه، وهذه احدى أوجه الأزمة العميقة، والهاجس الذي يعيشه المشروع الصهيوني".

وأكد أن الكبار لم يموتوا فهم خالدون، وتركوا ورائهم ارثا معمداً بالدم، والتضحيات، وكما قال شاعر الثورة محمود درويش كانت تسمى فلسطين صارت تسمى فلسطين.

ووجه سلامة رسالة لأبناء التيار في ذكرى الاستقلال، قائلاً:" رسالة صبر وثبات على عقيدة الحق المشروع، وإيمان بالفكر الإصلاحي الكفيل بمدنا بشجاعة المراجعة، والاعتراف بالأخطاء وابتكار نماذج جديدة من اشكال المقاومة تتماشى مع واقعنا وعصرنا، ونشر الخطاب العقلاني الوحدوي، وترسيخ ثقافة التسامح و التضامن والإيمان بالنصر رغم سواد المشهد، افتخر بشبابنا لما يملكون من طاقات ابداعية خلاقة، واستعداد للعمل و تفتح على العالم، فهم بلا شك من سيصنعون الفصل القادم لمسيرة الوطن، وأنا على ثقة في انهم سيفاجئوننا فلا شيء يستطيع وقف طموحاتهم أو تكسير إرادتهم.

وأشار إلى رمزية ذكرى الاستقلال، وأهميتها لنا كفلسطينيين في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وعدم قدرة السلطة على الحصول على دولة فلسطينية، فذكرى الاستقلال وقفة للمراجعة، وتقييم المسارات والخيارات وتصويب الأمور، فوضعنا الداخلي لا يليق بتضحيات هذا الشعب، وما قدمه من شهداء وأسرى، مشيراً إلى أن القادم بما يحمله من تحديات يتطلب الحد الأدنى من التوافق السياسي والوحدة الوطنية، فلا يستقيم أن نطلب من العالم دعمنا و نحن في أسوء حال نعاني الخلافات والانقسام، وقيادة متسلطة وهرمة لا تصلح لقيادة شعب يناضل من أجل استرداد حقوقه الوطنية المشروعة، جيد أن نتحدث عن الرمزية، لكن إذا كنا حقاً نحترم أرث ياسر عرفات وإرث كل شهدائنا، علينا أن نتحمل المسؤولية والانخراط في إعادة ترتيب مؤسساتنا بعيداً عن الذاتية والمصالح الصغيرة.

ودعا شباب فلسطين إلى المثابرة على التحصيل العلمي، وتطوير القدرات الذاتية والانخراط في جهود الاصلاح والوفاء لتضحيات الشهداء والأسرى البواسل.

وأكد سلامة أن الجاليات تلعب دور في تغير الاتجاهات والموازين للقضية الفلسطينية، فأينما تواجد الفلسطيني هو سفير لوطنه وقضيته، وهذه مسؤولية كبيرة وثقيلة، فالجاليات تصارع الحياة وتعمل جاهدة على تحسين ظروفها المعيشية، لكن هذا لا يعفيها من مسؤولياتها أن تكون في طليعة العمل والنشاط المدافع عن القضية الوطنية، وكلما ابعدنا الجالية عن التجاذبات السياسية العقيمة كلما تطور أدائها وازدادت فعاليتها في الدفاع عن قضيتنا المشروعة.

ونوه سلامة إلى أن مخاطبتنا للمؤسسات الدولية والحقوقية في أوروبا بطريقة صحيحة وعقلانية، كلما ارتفع رصيد مناصرة قضيتنا على المستوى المؤسساتي والمستوى الشعبي، والرأي العام وشهدنا أمثلة عديدة وملموسة لهذا التأثير خلال العدوان على غزة، وما تبعه من مظاهرات، وردود فعل عالمية شكلت ضغطاً على الحكومات، وأرغمتها على إدانة العدوان، و هذه ليست بالإنجازات البسيطة في بلدان سيطر عليها اللوبي الصهيوني لأكثر من قرن، وهذا أصبح يشكل هاجسا للحركة الصهيونية التي أصبحت الشعوب في الغرب تنظر لها كحركة عنصرية استعمارية.

وأشار إلى أن الطريق لا زال طويلا وشاقا، ويحتاج إلى تجنيد كل الطاقات والكفاءات، وقبل هذا كله يحتاج إلى أن تكون مؤسساتنا شرعية وديمقراطية، ومتناغمة مع شعبها التواق للعدالة والحرية، موجهاً رسالته إلى كل أبناء التيار الأشاوس ونساء التيار وأشبال التيار بأن الحق بعمق إيماننا بالفكرة، ونحن اليوم نجدد العهد للشهداء بأننا على الدرب سائرين حتى تحرير فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس الشريف.

____

ت . ز

اقرأ المزيد