
في ذكرى إعلان الاستقلال.. قيادات تيار الإصلاح الديمقراطي في الخارج يأملون بغد مشرق وتحقيق دولة فلسطينية مستقلة
15 نوفمبر, 2020 03:56 مساءً
فتح ميديا – تقرير خاص:
أعربت قيادات تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح في ساحات أوروبا ولبنان، عن أملها بغد مشرق وتحقيق دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف..
قال خالد سلامه مسؤول لجنة الإعلام ساحة أوروبا :" ذكرى الاستقلال هي قبل كل شيء مناسبة لاستذكار آلام وتضحيات شعبنا وعبقرتيه في فرض الاعتراف بهويته، وحقوقه المشروعة أمام حجم الظلم الذي لحق به وصبره و ايمانه الراسخ بعدالة قضيته.
وأضاف في تصريح خاص لـ "فتح ميديا": استشهاد الزعيم ياسر عرفات كان حلقة من حلقات التاريخ، جاء في سياق عربي ودولي تراجع فيه الدعم للقضية الفلسطينية، وأتى ضمن مخطط دقيق للتخلص من القيادة التاريخية وتنصيب قيادة بديلة لتفريغ اتفاق اوسلو مما كان يحمله من التزامات على الاحتلال بخصوص الحل النهائي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، ياسر عرفات كان عائقا لأنه كان موصولا بشعبه، ولأنه لم يسقط خيار البندقية، مشيراً إلى أن وبعده تحولت السلطة إلى شريك للاحتلال في ضرب روح المقاومة لدى شعبنا.
وتابع سلامة حديثه قائلاً:" زاد الحديث مؤخرا عن التوطين، متسائلاً:" هل هذا ممكن أن يمرر على الفلسطينيين بعد سنوات طويلة من الهجرة؟، فالظروف القاهرة تدفع الكثيرين للهجرة لكن ثمة فرق بين الهجرة التي تمكن شبابنا من تطوير قدراتهم، وأخذ فرصتهم في تحقيق طموحاتهم، دون أن يؤثر ذلك على ارتباطهم الوثيق بهويتهم وأرضهم، أما مشروع التوطين فشعبنا موجود على أرضه من البحر إلى النهر، ولن يستطيع أحد اقتلاعه، وهذه احدى أوجه الأزمة العميقة، والهاجس الذي يعيشه المشروع الصهيوني.
وأكد أن الكبار لم يموتوا هم الخالدون، تركوا ورائهم ارثا معمداً بالدم، والتضحيات، وكما قال شاعر الثورة محمود درويش كانت تسمى فلسطين صارت تسمى فلسطين.
ووجه سلامة رسالة لأبناء التيار في ذكرى الاستقلال، قائلاً:" رسالة صبر و ثبات على عقيدة الحق المشروع، وإيمان بالفكر الإصلاحي الكفيل بمدنا بشجاعة المراجعة، والاعتراف بالأخطاء وابتكار نماذج جديدة من اشكال المقاومة تتماشى مع واقعنا وعصرنا، ونشر الخطاب العقلاني الوحدوي، وترسيخ ثقافة التسامح و التضامن والإيمان بالنصر رغم سواد المشهد، افتخر بشبابنا لما يملكون من طاقات ابداعية خلاقة، واستعداد للعمل و تفتح على العالم، فهم بلا شك من سيصنعون الفصل القادم لمسيرة الوطن، وأنا على ثقة في انهم سيفاجئوننا فلا شيء يستطيع وقف طموحاتهم أو تكسير إرادتهم.
وأشار إلى رمزية ذكرى الاستقلال، وأهميتها لنا كفلسطينيين في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وعدم قدرة السلطة على الحصول على دولة فلسطينية، فذكرى الاستقلال وقفة للمراجعة، وتقييم المسارات والخيارات وتصويب الأمور، فوضعنا الداخلي لا يليق بتضحيات هذا الشعب، وما قدمه من شهداء وأسرى، مشيراً إلى أن القادم بما يحمله من تحديات يتطلب الحد الأدنى من التوافق السياسي والوحدة الوطنية، فلا يستقيم أن نطلب من العالم دعمنا و نحن في أسوء حال نعاني الخلافات والانقسام، وقيادة متسلطة وهرمة لا تصلح لقيادة شعب يناضل من أجل استرداد حقوقه الوطنية المشروعة، جيد أن نتحدث عن الرمزية، لكن إذا كنا حقاً نحترم أرث ياسر عرفات وإرث كل شهدائنا، علينا أن نتحمل المسؤولية والانخراط في إعادة ترتيب مؤسساتنا بعيداً عن الذاتية والمصالح الصغيرة.
ودعا شباب فلسطين إلى المثابرة على التحصيل العلمي، وتطوير القدرات الذاتية والانخراط في جهود الاصلاح والوفاء لتضحيات الشهداء والأسرى البواسل.
وأكد سلامة أن الجاليات تلعب دور في تغير الاتجاهات والموازين للقضية الفلسطينية، فأينما تواجد الفلسطيني هو سفير لوطنه وقضيته، وهذه مسؤولية كبيرة وثقيلة، فالجاليات تصارع الحياة وتعمل جاهدة على تحسين ظروفها المعيشية، لكن هذا لا يعفيها من مسؤولياتها أن تكون في طليعة العمل والنشاط المدافع عن القضية الوطنية، وكلما ابعدنا الجالية عن التجاذبات السياسية العقيمة كلما تطور أدائها وازدادت فعاليتها في الدفاع عن قضيتنا المشروعة.
ونوه سلامة إلى أنه مخاطبتنا للمؤسسات الدولية والحقوقية في أوروبا بطريقة صحيحة وعقلانية، كلما ارتفع رصيد مناصرة قضيتنا على المستوى المؤسساتي والمستوى الشعبي، والرأي العام وشهدنا أمثلة عديدة و ملموسة لهذا التأثير خلال العدوان على غزة، وما تبعه من مظاهرات، وردود فعل عالمية شكلت ضغطاً على الحكومات، وأرغمتها على إدانة العدوان، و هذه ليست بالإنجازات البسيطة في بلدان سيطر عليها اللوبي الصهيوني لأكثر من قرن، و هذا أصبح يشكل هاجسا للحركة الصهيونية التي أصبحت الشعوب في الغرب تنظر لها كحركة عنصرية استعمارية.
وأشار إلى أن الطريق لا زال طويلا وشاقا، ويحتاج إلى تجنيد كل الطاقات والكفاءات، وقبل هذا كله يحتاج إلى أن تكون مؤسساتنا شرعية وديمقراطية، ومتناغمة مع شعبها التواق للعدالة والحرية، موجهاً إلى كل أبناء التيار الأشاوس ونساء التيار وأشبال التيار بأن الحق بعمق إيماننا بالفكرة، ونحن اليوم نجدد العهد للشهداء بأننا على الدرب سائرين حتى تحرير فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس الشريف.
بدوره قال فارس مصبح مفوض الإعلام في ساحة النرويج:"إن إعلان الاستقلال الذي قامت به الثورة الفلسطينية ممثله بمنظمة التحرير خارج الوطن يأتي تجسيدا لحلم كل فلسطيني في الشتات بالعودة والاستقلال الكامل على أرضهم".
وأضاف في تصريح خاص لـ"فتح ميديا":"إنها محطه فارقه في توجه الفلسطينيين إلى العالم ليقف بجانبهم وينظر إلى معاناتهم في الشتات بعد أن أصبحوا يمتلكون شرط إقامة دوله فلسطين المستقلة بوجود شعب يناضل على ارضه وفي كل اماكن تواجده".
وتابع مصبح:"إن وثيقة الاستقلال تمثل فيما تمثله مصدر فخر واعتزاز سياسي وثقافي وتاريخي للشعب الفلسطيني أينما كان، لا سيما في الشتات فهي تلخص إرادته وطروحاته الوطنية في انجاز استقلاله، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس".
وبين أنها مناسبه يؤكد فيها شعبنا الفلسطيني التمسك بالثوابت الوطنية، ورفض كل الصفقات المشبوهة التي تتجاوز الحقوق الفلسطينية المدعومة بقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حق تقرير المصير، وإقامة الدولة وعاصمتها القدس وحق العودة.
وقال مصبح:"في هذا اليوم ينحني ابناء شعبنا في كل أماكن تواجده ولا سيما في الشتات اجلالا واكبارا لأرواح الشهداء الذين اضاءوا بدمائهم الطاهرة درب الحرية والكرامة والانتصار، ويؤكدون انهم باقون على العهد، إنه الحلم الذي نعيشه في الشتات في ظل ديمقراطيات دول نحلم ان يكون كل الخير الذي فيها في وطن ننعم فيه بالحرية والديموقراطية أسوه بباقي كل شعوب العالم الحر".
وختم حديثه قائلاً:"ننظر بعين متطلعه أن ننقل كل تجارب هذه الشعوب المتحضرة التي عايشناها لدولتنا المستقلة التي نرنو لها ونتمناها، فهو حلم كل فلسطيني شريف لا يرى الخير إلا في بلده، ولا يطمح إلا لأن يكون جزءا من عالم ديمقراطي وحر ننعم فيه بكافة حقوقنا الوطنية والإنسانية في ظل وطن نطمع ونحلم فيه ونتطلع اليه، نه الحلم الذي عشنا لأجله وتحملنا في سبيله كل الآم الغربة والبعد عن الوطن والأهل والأحبة".
من جهته قال عبد شاكر الجبور " أبو شاكر" أمين سر حركة فتح في ساحة أوكرانيا:" ذكرى 15 نوفمبر (إعلان الاستقلال) هي ذكرى عزيزة على الكل الفلسطيني، لما مثلته لمرحلة نضالية مضيئة في تاريخ الثورة الفلسطينية ، حيث توج ذلك الإعلان في أوج عنفوان الانتفاضة الفلسطينية الاولى و التي شرحت للعالم ما يعانيه الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال، فكانت الانتفاضة الأولى بمثابة مؤشر وضوء أخضر لتتويج النضال الفلسطيني بإعلان الاستقلال و بالفعل حقق ذلك الاعلان مكاسب كثيرة وخاصة عدد الدول التي اعترفت بفلسطين.
وأضاف في تصريح خاص لـ "فتح ميديا":" ياسر عرفات ابو الوجع الفلسطيني والحاضن لكل أطياف الشعب الفلسطيني تحت شعار "الثورة الفلسطينية"، ولكن بعد استشهاد القائد أبوعمار، ومن المؤسف ان نقول تغيرت المفاهيم النضالية والرؤية الصحيحة لمواجهة الاحتلال وانتزاع حقوقنا، وعليه عانينا من الانقسام المرير، وهمشت اماكن تواجد اللاجئين واهملت الكثير من الملفات مقابل تنسيق امني يحصل من ورائه مجموعة المقاطعة بعض الامتيازات الشخصية، لذلك يشعر الفلسطينيون باللجوء من تهميش متعمد ، وكأنهم رقم ضمن معادلة تنتظر مصيرها ، بعد ان كانوا هم أصل المعادلة و النضال".
وأكد الجبور أن ما يقلق إسرائيل ومن معها هو موضوع عودة اللاجئين، وهو حق كفلته كل الشرائع و القوانين الدولية، حتى ان الملفات الاخرى يمكن الوصول لحل بها، ومؤامرات وخطط التوطين نسمع عنها منذ خمسينيات القرن الماضي ولكن كلها فشلت وستفشل اي مخططات مستقبلية مهما اختلفت الوسائل من ترغيب و ترهيب، لان الفلسطيني، وطنه في وجدانه بل الطفل الفلسطيني الذي ولد بالشتات وبالسابعة من عمره يعرف أن وطنه فلسطين، وهذه لب المشكلة بالنسبة لإسرائيل.
ووجه الجبور كلمة لأبناء التيار في ذكرى الاستقلال:"حركة فتح هي ام الجماهير و ام الثورة الفلسطينية، و ان كانت الحركة تعاني من متسلقين على اكتافها شتت بوصلتها، إلا أن الأمل موجود بأبناء التيار داخل حركة فتح للمحافظة على قيم واخلاقيات و برنامج حركتنا الثورية ،لان ما يحدث الان هو طارئ او عارض سيزول بهمة ابناء التيار ان شاء الله، لذلك الآمال كبيرة عليهم في تصحيح المسيرة">
وأكد أن السلطة لو حافظت على مبادئها و كانت معنية بالوحدة الوطنية و وحدة حركة فتح لحققنا الكثير و خاصة حلم الشهيد ياسر عرفات بإقامة الدولة، لذلك لنتجاوز السلطة قليلا بتصرفاتها الحالية، ونكرس وجود الدولة على اساس اعلان الاستقلال من خلال الوحدة الوطنية ونؤمن ان فلسطين للجميع بعيدا عن الحسابات الضيقة.
وبين أن شباب فلسطين في الداخل وفي مخيمات اللجوء يعيشون مرحلة استثنائية ضمن متغيرات اقليمية تغريهم لترك الوطن و ترك همومه من اجل لقمة العيش فمنهم من غرق في البحر ومنهم من استشهد في الغابات وهو في طريقه لأوروبا، لذك من المستحيل إقناعهم بالغد وهم لم يواجهون اقصى انواع الحصار في غزة والمضايقات في الضفة ، لذلك نصيحتنا بعد تجربة السنين التمسك بأرض الوطن مهما حصل و بالمبادئ و الثوابت، وأن ما نمر به ماهي الا مرحلة استثنائية و سياتي الفرح و النصر بجهود الشباب.
وحول الدور الذي تلعبه الجاليات في تغير الاتجاهات والموازين للقضية الفلسطينية، قال الجبور:"لست متفائل من هذا الجانب، فالجاليات تشكل حالة لثقافة الانقسام الفلسطيني بل هي امتداد له، ما بين تناحر وهيمنة ذاك الطرف على الاخر، وعدم وجود مفاهيم للدور المنوط والمطلوب من الجالية بالغربة، ناهيك عن وجود المزاودين من أجل إرضاء مشغليهم.
وأكد على أهمية التوجه للمؤسسات الدولية والحقوقية في أوروبا، مشيراً إلى ضرورة اتباع الطرق الصحيحة وتوفير الدعم لذلك، ومن تلك الطرق الاندماج الحقيقي بالمجتمعات الأوربية، واظهار ثقافتنا واحترامنا لذلك المجتمع، وتأسيس مؤسسات مجتمع مدني بعيدة بمسمياتها كل البعد عن المسميات الثورية والتحررية التي عشقناها بالوطن، وأن تعني تلك المؤسسات بحقوق الانسان والطفل و البيئة على سبيل المثال حينها، ومن خلالها نستطيع أن نمرر قضيتنا للمؤسسات الأوربية تحت تلك المفاهيم، ناهيك عن الثقل الإعلامي الذي يجب أن نتمتع به، وأن يكون بلغة البلد المضيف.
من جهته قال احسان الجمل عضو قيادة تيار الإصلاح الديمقراطي في لبنان:"ذكرى الاستقلال تعني الكثير لنا في الشتات، فهي اولا تؤكد اننا شعب له كيان ووطن يناضل من اجل العودة اليه، وانه اصبح موجودا على الخارطة السياسية والجغرافية، وهو جلب التأييد الدولي للاعتراف باستقلالنا وحقوقنا الوطنية الثابتة كشعب له الحق كباقي الشعوب في العيش فوق ارض وطنه. والاعلان جاء في وقت كان شعبنا يطور نضاله وكفاحه عبر انتفاضة اطفال الحجارة والاستقلال".
وأكد في تصريح خاص لـ"فتح ميديا":"شعبنا في الشتات يعاني من العديد من الازمات، والاضطهاد المركب سواء من قضية اللجوء نفسها، ام التمييز العنصري والتعسفي الذي يمارسه البعض، او من سياسة التخلي من الهيئات المعنية والمسؤولة عنه الدولية والوطنية. ولا نغالي اذا قلنا انه شعر باليتم بعد استشهاد الزعيم الخالد ياسر عرفات الذي كان يولي اهتماما خاصا باللاجئين، لأنه كان يشكل صمام الامان وحالة اطمئنان كونه حارس امين على قضية حق العودة، لقد كان حالة معنوية تشد من ازر اللاجئين، والكل يتذكره وهو في اوج ازمته الصحية حين كان يوصي باللاجئين. مع استشهاد عرفات تغير الكثير من المفاهيم والقيم الوطنية والثورية. اليوم نشعر بالغربة لان البعض يريد ان يفرض علينا نهجا معاكسا للنهج العرفاتي".
وشدد الجمل على أن التوطين هو مؤامرة دولية، ويخضع إلى ميزان القوى، وحتى نكون واقعيين، فانه منذ حصار الشهيد عرفات (الذي تمسك بحق العودة في كامب دافيد)، والذي ترافق مع البيان الختامي لقمة بيروت الذي اقر حل عادل ومتفق عليه للاجئين كان بداية التنازل عن هذا الحق المقدس، وكل المعطيات والمتغيرات التي تحصل في الاقليم تؤشر الى ان التوطين قائم اقله في هذا المرحلة التي نعاني فيها من وهن سواء على المستوى الوطني او العربي والاسلامي والتخلي الدولي.
وأكد أن صغارنا لا ينسون، وعشق فلسطين هي مسألة فطرية لدى أي فلسطيني، واذكر حين صعدنا إلى مارون الراس على الحدود الفلسطينية، من هب لمواجهة جنود الاحتلال هم شبيبة فلسطينية صغار السن واستشهد منهم 8 شهداء اعمارهم دون العشرين عاما، وهذا يدل على عظمة شعبنا، لكن هذه الفئات تحتاج الى تأطير وتنظيم، وتستحق قيادة افضل.
وخاطب الجمل أبناء التيار قائلاً:" اصبروا ورابطوا، وان النصر قريب، لأننا صادقون في انتمائنا وهويتنا وصدق ارادتنا الوطنية، وهذا المد العامودي والأفقي هو دليل على الثقة التي نحصدها نتيجة اصرارنا على اعادة هوية ولحمة حركتنا الرائدة فتح، ولا بد لهذه العصابة التي تختطف فتح ان تسقط، وهي اصبحت في الامتار الاخير من عمرها.
وبين أن ذكرى الاستقلال شكلت حالة رمزية ومعنوية في وقت اعلانها، وهي كانت صرخة لرحيل الاحتلال، وعمل الخالد الشهيد عرفات الى تجسيدها واقعا ملموسا من خلال بناء السلطة ومؤسساتها للانتقال الى مرحلة الدولة، لكن لم يكن السلف خير خلف، فهدم كل البناء، ورغم حصول فلسطين على عضوية دولة مراقب في الامم المتحدة وهو انتصار سياسي عظيم، لم نترجمه الى واقع ونعلن فلسطين دولة تحت الاحتلال حتى نيل الاستقلال الحقيقي. نطالب السلطة اليوم قبل الغد بتنفيذ هذا القرار كامتداد للسلطة القائمة والانتقال الى مرحلة الدولة بكل مؤسساتها.
وقال الجمل:" نحن الأباء من جيل امتشق البندقية ومارس الكفاح المسلح كطريق لتحرير فلسطين، واستطعنا ان نراكم انجازات بفضل دماء الشهداء وعذابات الاسرى والجرحى. اليوم هذا الانجازات هي القاعدة والجسور للشباب ليكملوا المسيرة وفق ظروفهم وامكانياتهم، وفي ظل التطور العلمي اتوجه لهم بالاجتهاد في العلوم لنحصل على شعب مؤهل ان يكون ركيزة لدولة المستقبل، مع التأكيد على تمتعهم بالثقافة الوطنية، نحن نحتاج الى علم يؤمن المستقبل والى وعي وطني جمعي يحمي الهوية الوطنية".
وأكد أن للجاليات دور مهم في لعب دور وطني، ولكن الأهم أن يكون الانتماء الوطني قبل الفصائلي، لأننا في ساحات تتطلب حشد رأي دولي قبل التنافس الفصائلي، وعلى هذه الجاليات ان توحد وتنظم نفسها وتشكيل لوبي فلسطيني مؤثر، وقد راينا في خطوة المقاطعة(BDS) كم كانت فاعلة، واعتقد انها قادرة على صنع الكثير لصالح القصية الوطنية سواء على الدعم السياسي والمادي والمعنوي.
وختم الجمل حديثه قائلاً:" مهم أن نصل بالقضية إلى أي محفل أو منبر دولي سواء كان حكومي او غير حكومي وقد سجلت القضية الفلسطينية العديد من الانتصارات الدولية عبر هذا المؤسسات، ولكن الاهم كيف نتعامل نحن ونتابع هذه الانتصارات والقرارات من حبر على ورق إلى انجاز على الأرض".
وتوجه بالتحية إلى كل أبناء جالياتنا الفلسطينية في أوروبا الذين أسهموا في ايصال الصوت الفلسطيني، وتغيير الصورة النمطية عنه، وبالتالي حشد راي عام ومناصرين لقضيتنا الوطنية. هذا الدور الذي بتقديري كان اهم من دور البعثات الدبلوماسية.
بدوره قال محمد أبو شمالة أمين سر فتح ساحة بلجيكا واللوكسمبورج:"يحيي الفلسطينيين في كافة أماكن التواجد في الخامس عشر من نوفمبر من كل عام ذكرى إعلان الاستقلال ، وهذا اليوم يوم وطنى حيث دأب فلسطينيو الشتات علي احياءه كل عام لأنه يعبر عن آلام وأحلام وطموحات أبناء شعبنا".
وأكد في تصريح خاص لـ "فتح ميديا":"حنكة الرئيس الخالد فينا ابو عمار رحمه الله وإرادته وصموده أمام كل التحديات حوّلت الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلها التاريخ، وباستشهاد الخالد فينا ابو عمار رحمه الله فقدت القضية وشعبنا كثيرا من الأصدقاء والداعمين لعدالة قضيتنا، وهذا بسبب عوامل عدة منها داخلية وخارجية، وأهمها الانقسام الفتحاوى الفتحاوى، والانقسام بين شطرى الوطن، وضعف التمثيل الفلسطينى و تاكل خيارات الدبلوماسية الفلسطينية على نحو ملحوظ .
وأضاف :"منذ عام 1948 وضع أكثر من 50 مشروع للتوطين وبأسماء وعناوين مختلفة ، لكن شعبنا لن يقبل الا بتطبيق قرارات الأمم المتحدة ومنها القرار الأممي رقم 194 والذى يعتبر الفلسطينيين شعباً طرد من أرضه، وله الحق في العودة كشعب وليس كمجموعة أفراد متضررين من الحروب مثل حالات كثيرة أخرى".
وهذا الاعتبار فريد من نوعه في تاريخ الأمم المتحدة، ولا يوجد له نظير في أي حالة أخرى ولذا وجب التمسك به و المطالبة بتطبيقه .وحول إذا ما نسي الصغار بعد أن مات الكبار قال أبو شمالة:" هذا ما أعلنت عنه رئيسة وزراء الكيان الصهيونى غولدا مائير إبان النكبة عام 1948 لكن طوال السنوات الماضية حاولت إسرائيل أن تخمد نار النضال الفلسطيني بكافة الوسائل و منها القضاء على (الكبار) ثم يأتي الدور لاحقاً في (نسيان الصغار) لكن الواقع اثبت فشل ذلك واخرها تقدم الأطفال الصفوف بالمظاهرات الشعبية في الضفة و مظاهرات العودة بغزة وهذا يؤكد علي إصرارهم على العودة إلى أرضهم التى هجر منها آباؤهم و أجدادهم"
وتابع:"رسالتنا لأبناء التيار في الذكرى ال 32 للاستقلال بأنه موقفنا ثابت من كافة القضايا وأنكم انتم الفتحاويين الاصلاء وان من يعتبرون أنفسهم "شرعية" حسب وصفهم هم خاطفي لهذه الحركة وتاريخها النضالي و ان الشرعية للميدان و اثبتم دوما أنكم الشرعية في كافة الساحات".
وأشار أبو شمالة إلى أن إعلان وثيقة الاستقلال جاء كرسالة سلام فلسطينية موجهة للعالم أجمع تقول لهم اننا كفلسطينيين نريد العيش بأمن وسلام على جزء من أرض فلسطين التاريخية، مقدمين بذلك تنازلاً مؤلماً من أجل إقامة دولتنا على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وتكون هذه الدولة لكل الفلسطينين أينما وجدوا، ولكن بعد كل هذه السنوات الطويلة من المفاوضات التى لم تحقق أهدافنا الوطنية بالحرية و الدولة و الاستقلال لابد من إعادة تقييم الوضع الحالي و إعادة البوصلة للقضية الفلسطينية.
وقال:"سواء كنا في الخارج او في الداخل فإننا كشباب فلسطينى يقع علي عاتقنا الكثير من الأحلام والآمال وذلك بايصال رسالة شعبنا وشرح معاناته و المناداة بمطالبه العادلة ومنها حقه في مواجهة المحتل بكافة الوسائل بما فيها خيار الكفاح المسلح و التى أقرته كافة الشرائع الدولية و حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
وأكد أبو شمالة أن الانقسام الحاصل أثر علينا فلسطينيين في المهجر، فعملياً لا يوجد شئ اسمه جاليات، و تحديداً في بلجيكا ما هو موجود اسم يستغل من قبل جهة معينة في منكافات، وهنا اؤكد انه لو تم إجماع حول إعادة هيكلة الجالية في بلجيكا بحيث تجمع تحت مظلتها كافة أبناء شعبنا المقيمين في بلجيكا بالتأكيد سيكون لها أثر بالغ في حشد الراى و تسخيره لخدمة قضيتنا العادلة.وبين أبو شمالة أن التوجه للمؤسسات الدولية والحقوقية في اوروبا دور من المفترض أن تقوم به سفارتنا ولكن الدبلوماسية الفلسطينية وبسبب السياسة الخارجية التى نلمسها، والتى اعتبرها المحللين بأنها سياسة فاشلة افقدتنا كثيرا من المتضامنين و الاصدقاء، مشيراً إلى أننا كجمعية مسجلة نقوم بواجبنا و نواكب الأحداث، ونوصل رسائل للهيئات والمؤسسات الدولية و الجمعيات الحقوقية في بروكسل رغم الإجراءات الحكومية المتبعة بسبب جائحة كورونا، أخرها ما قمنا به من فعالية تضامنية مطالبة بإطلاق سراح الأسير الأخرس، وكافة أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه قال إسماعيل سعدات أمين سر فتح في اسبانيا:"ذكرى الاستقلال تمثل لفلسطينيي الشتات والمهجرين أملاً يتلاشى رويداً رويداً في ظل الواقع الفلسطيني والعربي والدولي، وقارب نجاة في عرض البحر يتمنون الوصول اليه في سبيل الخلاص، فعرفات رحمه الله كان ولا زال رمزاً للقضية. استطاع بفلسفته النضالية استقطاب الدعم لها فلسطينياً وعربياً ودولياً رغم التناقضات ع هذه الساحات كلها".
وتابع في تصريح خاص لـ "فتح ميديا":"إن معاناة الشعب الفلسطيني المريرة في كافة مناطق لجوئه تجعل من المستحيل قبوله بالتوطين واصراره على الحصول على هويته الوطنية وكرامته على تراب وطنه وهي عنوان وجوده وثمرة نضاله الطويل.وأضاف سعدات:"انطلاقاً من رؤية التيار وأجندته الوطنية النضالية ، نذكر دائماً وأبداً بتصويب البوصلة تجاه فلسطين بوحدتنا الوطنية وترفعنا عن الصغائر التي من شأنها تغيير مسارنا النضاليّ فمهما اختلفت وسائلنا وآراؤنا فطريقنا واحد فلسطين محررة وعاصمتها القدس الشريف"، مشيراً إلى أن ذكرى الاستقلال حلم لنا ولأجيالنا، حيث تأتي كل عام لتذكرنا ان كل شيء تحقق بدأ بحلم وطالما لم ننس هذا الحلم فحقنا في فلسطين لن يموت وسيتحقق بنضالنا وتكاتفنا وإيماننا بحقنا.
ووجه رسالته للشباب قائلاً:"انصحهم بالصمود وعدم اليأس والاستسلام، بالمحبة والتكاتف والنضال كلٌ من موقعه وكلُ قدر طاقته وإمكانياته نصنع النصر بإذن الله".
وأكد سعدات أن للجاليات دور مهم في تشكيل الرأي العام وتوفير الدعم للقضية الفلسطينية، خاصةً في النظام العالمي الجديد، فليكن كل فلسطيني في العالم سفيراً لقضيته، سفيراً بإيجابيته وتفاعله الناشط والصورة المشرقة والأثر الإيجابي الذي يتركه حيثما وجد، إلى جانب الدور الحيوي الذي لابد ان تلعبه الجاليات الفلسطينية في تكوين اللوبي الداعم للقضية الفلسطيني والمناهض للوبي الصهيوني واهدافه السوداء.
وأوضح أن للجاليات الفلسطينية أيضاً دور هام في نشر التوعية لقضيتنا العادلة، والمحققة سواء للمجتمعات الغربية وإعلامهم ومؤسساتهم او ابناء الجاليات أنفسهم سيما الأجيال الناشئة.
وبين سعدات أن للمؤسسات الدولية والحقوقية في أوروبا فعالية كبرى، مؤكداً أنها تشكل قوة ضغط على حكوماتها، لذالك من الضروري التوجه لها وبناء جسور من الثقة معها من خلال إبراز الحق الفلسطيني بوسائل مقنعة وموثقة، واظهار الصورة الحقيقية الإيجابية للشعب الفلسطيني وحجم معاناته، وكذالك الإجرام الصهيوني الذي يتنافى مع ابسط مباديء حقوق الإنسان والذي ينتهك الشرائع الانسانية والمواثيق الدولية.









