
الفرا: منهجية عرفات ان فلسطين قضية شعب وأرض وهوية وليست قضية لاجئين ومساعدات إنسانية
09 نوفمبر, 2020 06:59 صباحاً
فتح ميديا – خاص:
قال أسامة الفرا القيادي في حركة فتح بأن الرئيس ياسر عرفات أستطاع أن يبني القرار الفلسطيني عبر وحدة وطنية فلسطينية تمثل كل مكونات العمل النضالي الفلسطيني وبما تضمن مشاركة كل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات .
وتابع الفرا في تصريح خاص لفتح ميديا، بأن ذلك يأتي انطلاقا من إيمانه الراسخ بأن الوحدة الوطنية الفلسطينية تمثل القاعدة الصلبة لتشييد المشروع الوطني، وجعل منها ثقافة تتوارثها الأجيال
و أكد بأن الثورة الفلسطينية تنتصر بوحدتها وأن الانقسام والتنافر والتناحر بين مكوناتها لا يخدم سوى العدو الجاثم على الوطن، حتى من اختلف معهم حرص دوماً على مشاركتهم في اتخاذ القرار وحفظ لكل منهم مقامه وقدره في المسيرة النضالية، استطاع أن يجمع من حوله قادة الفصائل رغم التباين الواسع في مواقفها حيال القضايا المختلفة، لذلك كانوا يختلفوا معه في مساحة الرأي والرأي الآخر ولكنهم لم يختلفوا عليه.
و أشار الفرا إلى ان الرئيس ياسر عرفات استمد المنهجية النضالية المبنية على أن القضية الفلسطينية قضية شعب وأرض وهوية وليست قضية لاجئين ومساعدات إنسانية كما كان القوى المستعمرة تريد لها، لذلك كان نضاله لترسيخ الهوية الفلسطينية ودفاعه عن الموروثات الثقافية والفكرية لا يقل عن نضاله من أجل دحر الاحتلال عن أرض فلسطين .و تابع: "أن ياسر عرفات آمن بأن معركته مع الاحتلال يجب ألا يغفل فيها عن فصل من فصولها التاريخية والقانونية والسياسية والأخلاقية بجانب العمل المقاوم الذي شرعته المواثيق الدولية، فكان السياسي في المحافل الدولية والمحامي المدافع عن حقوق شعبه والمناضل في خندق النضال، والأب المحتضن لأبنائه المداوي لآلامهم ".
وأوضح الفرا، بأن الياسر استطاع بحنكته أن يحافظ على منظمة التحرير الفلسطينية كبيت جامع للكل الفلسطيني من خلال إرساء دعائم المشاركة في اتخاذ القرار.
وأكد بان الرئيس عرفات تعرض لضغوط دولية وإقليمية سواء ما يتعلق منها بالتشكيك بتمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني أو من خلال المحاولات المتكررة لإضعافها وسلخها عن الشعب الفلسطيني أو تلك المتعلقة بممارسة الضغط عليه لقبول ما يرفضه ويرفضه معه الشعب الفلسطيني من حلول تصفوية للقضية الفلسطينية، كان يؤمن بقدرات شعبه على إجهاضها لذلك امتلك القوة لأن يقف شامخاً في وجه كل المؤمرات التي كانت تحاك بالقضية الفلسطينية، حتى في حصاره في المقاطعة ومؤامرة الصمت العربي والدولي حيالها كان فيها هو المنتصر بعزيمة لا تلين وإرادة لا تفتر .
ونوه الفرا، بأن ياسر عرفات قبل ان يكون رئيساً وقائداً وزعيماً للشعب الفلسطيني كان الأب والأخ والصديق لكل أبناء الشعب الفلسطيني، طغى بإنسانيته عما سواها من صفات القيادة، لم يغلق بابه ولم يرد محتاجاً، كان يمتلك قدرة غير طبيعية على متابعة أبناء شعبه في الداخل والشتات، أذكر في الإجتياح الاسرائيلي لمخيم خان يونس بقي على تواصل معنا حتى ساعات الصباح ليطمئن على توفير السكن للأسر التي هدمت منازلها، كانت يتابع لحظة بلحظة ويسأل في أدق التفاصيل ويصدر توجيهاته وتعليماته للجهات المختلفة لعمل ما يمكن أن يخفف به من معاناة الناس.
و ما يجدر قوله، في الذكرى السادسة عشر لإستشهاد الزعيم ياسر عرفات، أن سنوات غيابه زادت الشعب الفلسطيني تعلقاً به، فكلما مرت القضية الفلسطينية بمنعطف خطير نتذكر كيف كان بحنكته يضعها في الطريق الصحيح ويفرض حضورها ومكانتها على المجتمع الدولي، وكلما شعرنا بمرارة الإنقسام نحن إليه وهو يدافع عن الوحدة الوطنية ويوصينا بها، وكلما ضاقت الظروف على الشعب الفلسطيني يطوف أرجاء الأرض لتوفير المساعدة التي تكفل لشعبه أن يعيش بكرامة وعزة، لذلك فإن ذكرى استشهاده لا بد وأن تمثل مناسبة لتجديد العهد للمضي قدماً على النهج الذي خطه ياسر عرفات وأن نجعل من سيرته قناديل تنير لنا دروبنا.




