محلات البالة في مدينة رفح ملجأ الغلابة في ظل استمرار تقسيط الرواتب

08 نوفمبر, 2020 10:40 صباحاً

فتح ميديا-غزة:

في ظل ظرف اقتصادي صعب ، حصار وقطع معاشات ورواتب تعطى بالتقسيط ، جعل الناس تتجه للبدائل ما استطاعوا إليه سبيلاً ، ومن بين هذه البدائل " البالة ".

الأمر لم يعد مقتصراً على الملابس فقط ، فحتى الأجهزة الكهربائية والأثاث المنزلي أصبح يعرض في محلات "المخراز" نظراً لارتفاع أسعار الأجهزة الجديدة المستوردة ، والتي يصعب  على المواطنين شرائها في ظل ما تعايشه غزة .

يضطر التجار لدفع ما يقارب 300 شيكل على كل " مشطاح" كرسوم دخول للقطاع إلى جانب الترخيص المدفوع للبلدية فيما يقدر سعر طن الملابس من 2000 إلى 4000 شيكل ، إلى جانب تكاليف تعقيمها وفرزها والإشراف على عملية نقلها من المورد للمحلات التجارية .

كانت في السابق محلات البالة لها أماكن معينة تباع فيها ، ولكن مع تزايد معدلات البطالة وارتفاع مستويات الفقر وسيطرة حالة من عدم الاستقرار على الرواتب في الشارع الغزي، أصبحت البالة لها محلات في كل شارع ، وعلى كل ناصية ، وإن لم تجد محل تجد " بسطة "..

فيما كان الناس يجدون حرجاً من التسوق من محلات البالة إلا أن الوضع الاقتصادي المتصدع الذي يعايشه الجميع في قطاع غزة جعل الإقبال على مشتريات البالة والمخراز كبير ، فمقومات الحياة والأساسيات بات من الصعب توفيرها.

على هامش الحكاية

"هذه لأحمد والأصفر لسارة وهذا "الجاكيت " بنفع للشتوية" كانت كلمات فتاة لا تتجاوز الرابعة عشر تقف مع والدتها أمام باب محل البالة وسط مدينة رفح تنتقي ما يناسبها ويناسب أشقائها .

تقول والدتها أم أحمد النجار :" أصبح الأمر اعتيادي أن نشتري ملابس من محلات البالة فهي ليست عيباً ، والعديد من الناس توفر كسوة أولادها خاصة من شح الرواتب من محلات البالة "، مشيرة إلى أن المشترين من البالة أصبحوا يتباهون أنهم استطاعوا توفير ملابس جيدة بسعر زهيد.

فيما يرى الحاج أبو البراء تايه أن البالة رحمة لأهل غزة الذي أصبح الفقر يسيطر على نسبة كبيرة من أهله ، فأغلب العائلات لا تمتلك دخل ثابت يمكنها من توفير كافة متطلبات الحياة ، لافتاً إلى أن سعر القطعة في البالة لا تتجاوز الخمس أو العشر شواكل فيما تكون في المعارض التجارية بما يقارب 50 شيكل .

أما أم (إبراهيم .ق) تقول :" أنا لديّ سبع أطفال وزوجي كان يعمل في السلطة وتم إحالته للتقاعد المبكر، ليبقى ما نحصل عليه بعد قرار 50% يكفي فقط لسد رمقنا ورمق أطفالنا من الجوع

وأكملت :" يَعزُ عليَّ أن يرتدي أطفالي ملابس مستعملة ، ولكن ما باليد حيلة فالملابس والأحذية و حتى حقائب المدرسة أسعارها مقدور عليها في محلات البالة والملابس المستعملة ".

محمود سلامة يتنقل محتاراً بين الملابس المعلقة على حامل الثياب والمكدسة على شكل أكوام على الأرض ، فلا يعلم ما الحل أمام هذا التدهور الذي تشهده الأسواق الغزية.

يقول:" نفتح يومياً منذ الصباح حتى ساعات المساء الأولى ، كان في البداية الإقبال جيد ولكن مع استمرار خصومات الرواتب وتأخرها جعل الوضع الاقتصادي صعب حتى على التجار، فالناس باتت توفر النقود لسد جوع أبنائها "، مشيراً إلى أنه كتاجر يدفع ما يقارب 300 شيكل على كل " مشطاح يدخل قطاع غزة إلى جانب الترخيص المدفوع للبلدية .

على النقيض يرى رأفت الجوراني والذي لا يبعد محله عن محل سلامة سوى 400 متر أن إقبال الناس على البالة جيد ، فالأسعار المناسبة للناس جعلت شريحة واسعة من المجتمع زبائن لمحلات بيع البالة ..أ

من الجدير بالذكر تم مطلع مارس الماضي منع إدخال ملابس البالة القادمة من قبل الاحتلال الإسرائيلي إلى قطاع غزة ، خشية أن تكون حاملة لفايروس كورونا وتساعد على انتشاره ، لتعود الحكومة في غزة وتسمح بدخول البالة لغزة منتصف يونيو الماضي ضمن سلسلة إجراءات وقائية واحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

تستمر محاولات الحياة والنبش عنها بين الثنايا لعل الناس تسد حاجاتها من أقل احتياجاتها ، ولكن مع استمرار تضييق الخناق الذي بات أشبه بحبل يشد على رقبة المواطنين ، أين المفر..؟

__

ن.م

اقرأ المزيد