
في حوار شامل.. العويصي يتحدث عن العلاقات مع الفصائل ووحدة فتح والمصالحة الفلسطينية وحل الدولتين
24 اغسطس, 2020 07:01 صباحاً
فتح ميديا – غزة:
قال د. صلاح العويصي أمين سر هيئة العمل التنظيمي في ساحة غزة :" نحن تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، نعمل مع كل فصائل العمل الوطني والإسلامي من أجل التأسيس لاستراتيجية وطنية موحدة ومنهج نضالي موحد، واستطعنا أن نؤسس لعلاقات مميزة مع كل الفصائل، ننطلق بها من خلال الثوابت الوطنية، كما نفذنا العديد من الفعاليات الوطنية من خلال شراكة وطنية مع الفصائل التي رأينا أنها تقربنا من رؤية موحدة، وأستطيع القول أننا نراكم إنجازات مهمة على المستوى الجماهيري والوطني ".
وأضاف في حوار صحفي لـ "فتح ميديا":" أما فتحاوياً فما زال نداءنا مستمر من أجل وحدة فتحاوية نوحد فيها جهودنا وقدراتنا على أسس ديمقراطية ومنهجية"، مؤكداً أننا لا نتخلى عن فتح ولسنا تنظيما موازيا، انطلقنا من عمق فتح ونعمل بكل طاقاتنا من أجل أن تعود فتح رائدة للعمل الوطني كحركة جماهيرية لها رؤيتها النضالية".
وأكد العويصي، أن أيادينا مازالت ممدودة لتوافق فتحاوي يعيد لفتح مكانتها ويعيدها إلى نهجها النضالي، ويقطع الطريق أمام من جيروا مواقعهم الحركية لأهداف بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية العليا.
نص الحوار كاملاً:
• هل أنتم راضون عن مستويات النجاح التي حققتها جهودكم المتواصلة في إنجاح وإحداث أي اختراق في المصالحة الفلسطينية، وكيف تنظرون للمشهد الوطني بعد 13 عاماً من الانقسام؟
منذ انطلاقنا برؤية وحدوية عملنا وما زلنا نعمل لإنهاء آثار الانقسام وما خلفه من مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية وما تسبب من آلام ومنذ اللحظات الأولى دعمنا وما زلنا ندعم أي جهد من شأنه ان يساهم في تحقيق مصالحة وطنية شاملة تتلقي من خلالها كل فصائل العمل الوطني على أسس نضالية موحدة، لكننا أيضاً نرى أن أطراف الانقسام مطالبة أيضاً بتغليب المصلحة الوطنية وتقديمها عن المصالح الحزبية والتنظيمية الخاصة ، وأستطيع القول أننا ومن خلال جهود كبيرة عملنا على تذليل الكثير من العقبات بدءً من المصالحة المجتمعية ومروراً بتذليل الكثير من العقبات على المستوى الدولي والإقليمي لتهيئة المناخات المناسبة لتحقيق مصالحة فعلية.
نعم نحن راضون عما نبذل من جهد ولكن ذلك لا يعني الوقوف عند هذا الحد من العمل، لدينا الكثير مما نستطيع عمله في هذا الإطار، وسنستمر في جهودنا حتى تتحقق مصالحة فعلية تمكنا من مواجهة الكثير من المؤامرات الدولية ضد قضيتنا وسلامة أراضينا.
• تربطكم علاقة قوية ومميزة بالفصائل الفلسطينية، وهناك تفاهمات مع حركة حماس، أين وصلت هذه التفاهمات، هل هناك أفقٌ يلوح لتطويرها والنهوض بها، وهل تسعون لتوسيع تلك التفاهمات لتشمل عدد أكبر من الفصائل الفلسطينية؟
التفاهمات التي تربطنا بحركة حماس هي تفاهمات معقولة سعينا اليها انطلاقا من قناعة راسخة بأنه لا يمكن لأي قوة فلسطينية استثناء أي فصيل فلسطين آخر، ولخدمة أبناء شعبنا وجماهيرنا وقد أنهينا بهذه التفاهمات حقبة من الخلاف الذي أسست له قوى معادية للشعب الفلسطيني ومناهضة لقضيته العادلة، نحن نسعى إلى تطوير هذه التفاهمات إلى مستوى تفاهمات سياسية واستراتيجية توحد الموقف الفلسطيني وتوحد جهود كل القوى الوطنية والإسلامية في اطار جامع وشامل، ونرى في ذلك الطريق الأقصر لتحقيق أهدافنا الوطنية.
• كيف ترون الشراكة السياسية التي دعوتم لها في بيان التيار السياسي في يناير 2019؟ هل هي ببرنامج نضالي جامع أم بشراكة في إدارة الشأن العام في الضفة والقطاع؟
جاء بيان تيار الإصلاح الديمقراطي في الثاني عشر من يناير 2019 تأكيداً على عدة محاور أهمها الدعوة إلى حوار جاد مع رفاق الدرب، وأرث الشهيد أبو عمار لتوحيد حركة فتح على اعتبار أنها عمود الخيمة ووحدتها تعني مزيد من القوة لمنظمة التحرير ومواقفها السياسية، واستنكار قرار الرئيس أبو مازن بحل المجلس التشريعي واستبداله بكيانات هشة ومعينة دون أي مسوغ وطني أو قانوني كما دعا البيان إلى توحيد الجهد الفلسطيني والعمل الوطني المشترك مع كل الفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير وخارج منظمة التحرير مثل حماس والجهاد الإسلامي ليس فقط من أجل إدارة الشأن العام بل للتأسيس لموقف فلسطيني وطني ونضالي موحد نستطيع من خلاله أن نواجه كل مؤامرات التهويد ومصادرة الأراضي ويدفع باتجاه تصحيح الموقف العربي المتردد في التعامل مع الموقف الفلسطيني المنقسم.
• ما هو موقف تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح بعد وصول حل الدولتين إلى طريق مسدود؟
يرى تيار الإصلاح الديمقراطي أن ثبات جماهير شعبنا ومعه فصائل العمل الوطني على نيل حقوقه المشروعة التي تقرها الشرعية الدولية والعربية وتمترسه خلف هذا الحق المشروع كفيل بتذليل كل العقبات وشعبنا صاحب تجربة طويلة في مواجهة المؤامرات ومقارعة الاحتلال ، لذلك سنعمل بكل جهدنا على تعزيز صمود أبناء شعبنا وسنبذل جهد أكبر على الساحة الدولية والإقليمية من أجل استعادة حقوقنا بالصيغة التي تعيد حقوقنا وترفع المعاناة عن شعبنا.
• لا زال الكثير يُراهن على وحدة حركة فتح، ولكن الخلاف يبدو كبيراً مع الرئيس محمود عباس، هل هناك قنوات خلفية قد تقود إلى توحيد حركة فتح في المستقبل القريب؟
نحن نؤمن بأبناء فتح الذين جمعتنا معهم محطات نضالية كبيرة جعلتنا ندرك بأن وحدة فتح هي السبيل الأمثل لتعزيز أوضاع الحركة، واستعادتها لمكانتها القيادية الوطنية المميزة، و مقدمة ضرورية للوحدة الوطنية الفلسطينية، وفي سبيل استعادة وحدة فتح فإن التيار، بكل قياداته ومؤسساته، سيبادر لحوار جاد ومنفتح مع اخوتنا رفاق الدرب وأبناء الإرث الواحد، إرث الرئيس الشهيد الرمز أبو عمار واخوته الأبرار أبو جهاد وأبو إياد وأبو علي أياد وأبو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان وماجد أبو شرار وسعد صايل وأبو الهول وأبو علي شاهين.
ونؤمن بأن الكثيرين من أبناء فتح ترفض التفرد بحركة فتح واختطافها وتمييع مواقفها بين موقف الحركة ذاته ومواقف السلطة، لذلك نأمل أن تتحقق وحدة فتح بمنظور وطني يغلب القيم الوطنية ويسعى إلى تعزيزها.
• أين وصلت جهودكم في مسار المصالحة المجتمعية؟ وهل ننتظر قريباً مهرجانات جبر الضرر التي أسعدت الجماهير في السنوات الأخيرة وساهمت في تعزيز السلم الأهلي؟
من خلال المهرجانات الوطنية التي أقيمت على أرض غزة استطعنا أن نحقق تقدما كبيراً في هذا الملف الشائك انطلاقا من قناعة بأن المصالحة المجتمعية يجب أن تكون مقدمة لمصالحة سياسية لما فيها من إيجابيات على تماسك الجبهة الداخلية، وحفظ للنسيج الاجتماعي، وقد انجزنا في هذا الاطار عدد ١٢٠ ملف ونحن بصدد انجاز عشرون ملف آخر في الأيام القليلة القادمة كخطوة على طريق تعزيز السلم الأهلي والاستقرار المجتمعي.
• تعملون دوماً على تعزيز صمود الأهل في الضفة والقطاع والقدس ومخيمات الشتات، أين وصلت جهودكم مع الأشقاء والأصدقاء في تخفيف أعباء الحياة على أهلنا في قطاع غزة على وجه التحديد؟
لم يتوانى تيار الإصلاح الديمقراطي عن تقديم يد العون لكل أبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم من خلال تحسس مواطن الضعف والاحتياج لديهم ، وقد نفذنا العديد من المشاريع الاغاثية الحيوية تلبية لحاجة شعبنا التي تتفاقم يوما بعد يوم، الكثير من المشاريع التي خدمنا من خلالها قطاع عريض من الخريجين، وطلبة الجامعات سواء بدفع الرسوم أو تحرير الشهادات و توفير الأدوية وعمليات الإنجاب وتوفير المستلزمات الطبية والأدوية ومشاريع التشغيل سواء في قطاع غزة أو في مخيمات اللجوء وتحديدا في الساحة اللبنانية، إدراكا منا لحجم المعاناة ، وهذا حق لشعبنا علينا بأن نبقى حيث يحتاج لنا ونحن بصدد تنفيذ مشاريع أخرى ستساهم في تخفيف أعباء أهلنا.
• هل من رسالة إلى كوادر تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح؟
رسالتنا إلى كوادر وأبناء تيار الإصلاح الديمقراطي هي أننا ننطلق من استراتيجية وحدوية، نعمل من خلالها على توحيد الجهد بترفعنا عن المناكفات والتجاذبات التي تفرق ولا تجمع، نحن أصحاب فكرة وطنية ومنهج يرتقي إلى مستوى العقيدة الوطنية الراسخة بأن قضيتنا تمر بأسوأ مراحلها وتتعرض لكم هائل من مؤامرات التهويد والضم والمصادرة، لذلك نحن بحاجة إلى توحيد الجهد مع الكل الفلسطيني، ويجب أن نعمل على تقديم خطاب وطني من منطلقات خطابنا الوحدوي المتمسك بالثوابت الوطنية والداعي للوحدة الداخلية، وحماية الجبهة الداخلية، وعلينا أن نقدم نموذج للجمهور يدلل على أخلاقيات وادبيات تيارنا الإصلاحي.
----
ت . ز




