
تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان مع فشل الهدنة
20 ابريل, 2023 04:14 صباحاً
لم تصمد الأربعاء، محاولة جديدة لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم وأماكن أخرى، بعد إعلان الجانبين عن اتفاق على هدنة لمدة 24 ساعة.
ووقف إطلاق النار الذي مدته 24 ساعة، كان من المفترض أن يبدأ في تمام الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (16:00 بتوقيت غرينتش)، وقال شاهدان في منطقتين بالعاصمة الخرطوم لرويترز إن القتال مستمر.
وسمع دوي قصف متواصل في وسط الخرطوم حول المجمع الذي يضم مقر قيادة الجيش الذي قال قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في وقت سابق من الأسبوع أنه يشرف على العمليات من داخله.
وقال الجيش في بيان "القوات المسلحة تتصدى لهجوم جديد على محيط القيادة العامة".
وقال مراسل من رويترز إن تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار وقع في حي جبرة بغرب الخرطوم حيث توجد منازل لحميدتي وعائلته، ولم يتم الكشف عن مكان حميدتي منذ بدء القتال يوم السبت.
كما دوت انفجارات من المطار الرئيسي الذي أغلق بعد اندلاع الاشتباكات بين الجانبين.
وقالت وزارة الصحة السودانية إن القتال أدى إلى مقتل 270 شخصاً على الأقل وإصابة 2600 آخرين، وقالت نقابة الأطباء السودانية إن تسعة مستشفيات تعرضت للقصف بالمدفعية، وكان لابد من إخلاء 16 مستشفى ولم يعمل أي منها بشكل كامل داخل العاصمة.
وقال أسامة عثمان المتحدث باسم الهلال الأحمر السوداني: "المستشفيات منهارة تماماً وخالية من كل الضروريات. هذا يتجاوز الكارثي".
ويسيطر الجيش على مداخل الخرطوم، وقال شهود وسكان إن تعزيزات للجيش وصلت إلى المدينة من مناطق شرقية قرب الحدود مع إثيوبيا.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان الأربعاء إن "الجيش انتهك القانون الدولي واستخدم المدفعية الثقيلة في قصف منازل العائلات والمواطنين في جبرة".
وأضافت أنه "تم إنشاء مركز اتصال تابع لقوات الدعم السريع لمساعدة الناس في أجزاء من العاصمة التي تسيطر عليها".
وضغطت قوى أجنبية من أجل وقف إطلاق النار للسماح بعمليات إجلاء للسكان وتوصيل إمدادات. وعلى الرغم من إعلان الجانبين عن هدنة يومي الثلاثاء والأربعاء، لم يصمد أي منهما.
ومع اشتعال النيران في طائرات على المدرج في مطار الخرطوم الدولي فإن عمليات الإجلاء تبدو صعبة في الوقت الحالي.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن "الوضع الأمني غير الواضح" وإغلاق المطار يحولان دون وضع خطة لعملية إخلاء بتنسيق من جانب الحكومة الأمريكية، وقالت تركيا أيضا إنها لن تتمكن من القيام بعمليات إجلاء حالياً.
وذكرت مجلة دير شبيغل نقلاً عن مصادر لم تكشف هويتها أن ألمانيا أوقفت الأربعاء مهمة لإجلاء نحو 150 مواطناً على متن ثلاث طائرات نقل من طراز (إيه400إم) تابعة لسلاح الجو الألماني.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني إن السلطات تعتزم استخدام طائرة تابعة لقوات الدفاع الذاتي لإجلاء نحو 60 مواطناً يابانياً من السودان.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك للصحافيين الأربعاء، إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش سيناقش الوضع الخميس مع رؤساء الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمات أخرى ذات صلة.
وأضاف "الطعام والوقود والإمدادات الحيوية الأخرى تنفد من الناس في السودان، كثيرون بحاجة عاجلة لرعاية طبية".
وقالت الأمم المتحدة إن مسلحين استهدفوا المستشفيات وموظفي الإغاثة الإنسانية وسط أنباء عن حوادث عنف جنسي ضد موظفي الإغاثة، وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن مسلحين داهموا مخزناً للإمدادات تديره في غرب البلاد.
ويواجه نحو ربع السكان في السودان أزمة جوع حادة حتى من قبل نشوب الصراع. وأوقف برنامج الأغذية العالمي واحدة من أكبر عملياته الخاصة بتقديم المساعدات على مستوى العالم في السودان يوم السبت بعد مقتل ثلاثة من موظفيه.




