حرائق في باريس والمتظاهرون لا ينوون التراجع

29 مارس, 2023 10:04 صباحاً

فتح ميديا - باريس:

أضرمت مجموعات ترتدي ملابس سوداء النار في صناديق قمامة وألقت مقذوفات على الشرطة في باريس التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع على هامش مسيرة مناهضة للرئيس إيمانويل ماكرون، ومشروع قانون التقاعد الذي لا يحظى بشعبية كبيرة.

كما اندلعت اشتباكات في مسيرات مماثلة في مدن من بينها رين وبوردو وتولوز، حيث اشتعلت النيران في فرع لأحد البنوك وسيارات في نانت.
ومع هذا، لا يقارن العنف اليوم بما شهدته البلاد الأسبوع الماضي، فقد كانت التجمعات سلمية إلى حد بعيد، وذلك في وقت تطور فيه الإحباط العام إلى مشاعر أوسع معادية لماكرون.
في وقت سابق اليوم، رفضت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مطلباً نقابياً جديداً لإعادة النظر في مشروع القانون، الذي يمد سن تقاعد عامين إلى 64 عاماً، مما أثار حفيظة قادة العمال الذين قالوا إن على الحكومة إيجاد سبيل للخروج من هذه الأزمة.
وقالت الحكومة إنها مستعدة تماماً للتحدث إلى النقابات، ولكن بشأن مسائل أخرى، وشددت على تمسكها بموقفها من قانون التقاعد.
وخرج ملايين المتظاهرين في احتجاجات وانضموا لموجة الإضرابات التي بدأت في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي للاعتراض على مشروع القانون.
وتفاقمت حدة الاحتجاجات بعد أن استخدمت الحكومة سلطات دستورية خاصة لتمرر مشروع القانون من خلال البرلمان بدون تصويت.

وقالت فاني شارييه (31 عاماً) وتعمل في مكتب توظيف "مشروع قانون التقاعد كان حافزاً للغضب تجاه سياسات ماكرون".
ويقول ماكرون، الذي تعهد بإصلاح نظام التقاعد في حملتيه للانتخابات الرئاسية، إن مشروع قانون سن التقاعد ضروري حتى لا تفلس البلاد، فيما ترى النقابات وأحزاب المعارضة أن هناك سبلاً أخرى لتحقيق هذا الهدف.
وقال لوران بيرجيه رئيس الاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل للصحافيين في بداية مسيرة في باريس "لقد اقترحنا مخرجاً للأزمة، ومن غير المقبول أن يتم رفض التعاون معنا مرة أخرى".



في يوم الخميس الماضي، هشم مثيرو شغب من جماعة "الكتلة السوداء" واجهات متاجر وخربوا محطات حافلات ونهبوا فرعاً لسلسلة مطاعم ماكدونالدز في باريس، مع وقوع أعمال مماثلة في مدن أخرى.
كان ذلك من بين أسوأ أعمال العنف في شوارع فرنسا منذ سنوات مما أعاد إلى الأذهان مشاهد اضطرابات وقعت خلال احتجاجات السترات الصفراء في أثناء فترة ولاية ماكرون الأولى.
إلا أن مسيرات اليوم الثلاثاء كانت سلمية إلى حد كبير حتى الآن، مع وقوع بعض الاشتباكات.

 في مدينة نانت الغربية، أُضرمت النيران في واجهة فرع بنك بي.إن.بي باريبا. واشتعلت النيران في سيارة خلال مسيرة بينما أطلق البعض المفرقعات النارية على الشرطة.
وفي غرب البلاد، أغلق متظاهرون طريق رين الدائري وأشعلوا النار في سيارة مهجورة، وفي باريس ومرسيليا، قطع متظاهرون مسارات القطارات لبعض الوقت.
كان وزير الداخلية جيرالد دارمانان قال أمس الإثنين، إن السلطات تتوقع "مخاطر حقيقية للغاية تهدد النظام العام" في مظاهرات اليوم الثلاثاء.
واستمرت الإضرابات المتتالية في قطاعات النقل والطيران والطاقة في تعطيل السفر.
ومع ذلك، أعلن عمال النظافة في باريس تعليق إضرابهم المستمر منذ أسابيع وتسبب في تراكم القمامة في الشوارع حول المعالم الشهيرة، في خطوة تجلب بعض الارتياح لسكان المدينة والسياح على حد سواء.
لكن كان عدد المعلمين المضربين عن العمل أقل مما كان عليه في الأيام السابقة، وأشار قادة النقابات إلى أن ارتفاع التضخم يجعل من الصعب على العاملين التضحية بأجر يوم واحد للانضمام إلى الإضراب.
كما كان هناك عدد أقل من المتظاهرين في مرسيليا ومدن أخرى مقارنة بالمظاهرات السابقة.
وقال الاتحاد الفرنسي للصناعات البترولية، نقلاً عن بيانات لوزارة الطاقة، إن نحو 17% من محطات الوقود في فرنسا كان ينقصها منتج واحد على الأقل حتى الليلة الماضية.

كلمات دلالية

اقرأ المزيد