قناة الكوفية وخارطة الإعلام الوطني
12 نوفمبر, 2022 09:31 مساءًشريف الهركلي
الكوفية صرحٌ إعلامي يستحق الحديث عنه من خلال تجربتها الرائدة في الاعلام الفلسطيني.
سُميت الكوفية بهذا الاسم تيمناً بكوفية ياسر عرفات التي تعتبر رمزاً لنضالنا وإرث شعبنا الفلسطيني، وهذا يؤكد الخط الإعلامي الوطني لهذه القناة التي دخلت فضاء الإعلام الفلسطيني في ظل شح وتراجع الإعلام الوطني لأسباب كثيرة ليس أولها الانقسام وليس آخرها ضغط الاحتلال وممارساته بحق كل من يعبر عن الحق الفلسطيني من بال القضية الفلسطينية ورسالتها الأولى " القرار الوطني".
منذ بدأت قناة الكوفية بثها التجريبي عندما انتقلت بفكرتها من العاصمة الأردنية عمان إلى مصر ، بقرار ورغبة قيادة تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، وعلى رأسها القائد محمد دحلان، وبالتزامن مع ذكرى استشهاد ياسر عرفات، بات واضحاً أن أم الحركات الوطنية الفلسطينية، وأم المشروع الوطني الفلسطيني " حركة فتح " صار لها قناة فضائية لأول مرة في تاريخها.
ورغم هوية القناة التي بدت فئوية تنتمي لتنظيم حركة فتح؛ إلا أنها أكدت على رؤية وطنية خالصة، تجمع ولا تفرق، تتابع هموم المواطنين الفلسطينيين على امتداد تواجدهم في كل الدنيا، تقدم الرأي والرأي الآخر، وتدعم المحتوى الفلسطيني، وتفضح جرائم الاحتلال الصهيوني وتنقل بالصورة والصوت للعالم أجمع كل مستجدات المظلمة الفلسطينية التاريخية، بنخبة من الكوادر والكفاءات الإعلامية.
ولأنها تجربة وليدة بدأت بإمكانيات متواضعة واستطاعت أن تجمع خبرات الماضي والحاضر والمستقبل وتُلقي بها في تأسيسها لتنقش حروف كلماتها على جدران خارطة الإعلام الفلسطيني، من خلال إدارتها وكوادرها، وطواقمها العاملة المنتشرة على مساحة الفعل الفلسطيني والعربي، حققت القفزة المهمة في الإعلام الوطني الفلسطيني، وطالما يتواصل العمل والعطاء والرغبة في التميز فثم المزيد من التألق والوهج.
لقد حرصت الكوفية على تقديم المحتوي الفلسطيني الذي يتناغم مع تطلعات وأحلام شعبنا البسيطة في تقرير مصيره الوطني، ضاربةً بعرض الحائط تعليمات الشيطان الأعظم الذي يسيطر على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام في العالم وكانت تقدم المحتوى الوطني الصادق، حيث تم إغلاق صفحتي فيسبوك لها وصفحة على الإنستغرام والتي كانتا تعجان بالمتابعين والمشاهدين، ولأنها الرواية الأصدق والأطهر كانت تؤكد الكوفية على نشرها للرواية الفلسطينية وترفض سياسة الكيل بمكيالين التي كانت تَتبع وتُحابي دجل الرواية الاسرائيلية.
إن الخطة المستقبلية للكوفية هي دعم القناة وتطويرها بشكل مستمر في تطوير البنية التحتية وتطوير مبانيها في القاهرة وغزة وكافة فروعها، وذلك لتلبية احتياجات العمل والتحسينات على الأجهزة والتقنيات الحديثة كالاستديوهات والكاميرات الحديثة وأجهزة الصوت والإضاءة والاتصالات وتحديث خارطة البرامج النوعية التي تلقي الضوء على أهم القضايا الجوهرية والمفصلية للقضية الفلسطينية، وأيضاً تقوية الكادر الإعلامي والإداري من خلال الورش والتدريبات النظرية والعملية، وذلك بهدف مواكبة النجاحات وتحقيق التقدم والتفوق المنشود.
وبعد 7 سنوات من العمل والعطاء تظل قناة الكوفية تجربة رائدة تستحق الحديث عنها والثناء عليها، وانتظار المزيدا من التقدم والنجاح في الأعوام القادمة نحو محتوى فلسطيني قوي يحقق أحلامنا الوطنية وتطلعات شعبنا الفلسطيني.