
الجيل الجديد في فلسطين يتطلع إلى انتفاضة ثالثة
20 مايو, 2021 04:01 مساءً
فتح ميديا - رام الله:
في ظل التصعيد الإسرائيلي تشهد مناطق في فلسطين تعبئة شعبية تضامنية عارمة يقودها شبان أغلبهم لا يدعمون أيا من الفصائل.
جيل أقوى يرفض الاستسلام
يتطلع الجيل الجديد في فلسطين إلى انتفاضة ثالثة ردا على التصعيد الإسرائيلي المستمر في غزة وسياسة الاستيطان المستفزة، حيث تشهد الأراضي الفلسطينية بما فيها الضفة الغربية تعبئة شعبية عارمة تعكس حجم الغضب الشعبي المتصاعد ضد الآلة الإسرائيلية. وتنبئ احتجاجات الشباب الفلسطيني المستمرة عن ولادة جيل جديد قوي لا يقبل مقارنته بالأجيال السابقة، حيث يردّد كلمة “المقاومة” باستمرار والتي برأيه تبقى الخيار الوحيد لمواجهة الظلم والاعتداءات المستمرة بحقه، وتحقيق ما عجزت عنه السلطة الفلسطينية.
ففي الضفة الغربية المحتلة حيث امتلأت الطرق المتعرجة بإطارات السيارات المشتعلة وتناثرت شظايا الزجاج المحطم، تتردّد كلمة واحدة “مقاومة”.
وبعد الصدامات العنيفة في القدس الشرقية المحتلة وباحات المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح على وجه الخصوص التي خلّفت المئات من الجرحى، والتصعيد الكبير في قطاع غزة الفقير والمحاصر الذي بدأ بعد إطلاق حركة حماس صواريخ في اتجاه الأراضي الفلسطينية وحصد أكثر من مئتي قتيل، تشهد الضفة الغربية تعبئة شعبية تضامنية عارمة.
ويقول أشرف أحمد (17 عاما) في تصريحات صحافية “هذه بداية الانتفاضة الثالثة”. وفي مخيم جنين حيث يقيم، ألصقت على الجدران صور “شهداء” الانتفاضات الفلسطينية السابقة (1987 – 1993) و(2000 – 2005).
ويعمل أحمد في متجر صغير للحواسيب في جنين. وفي المساء، يرتدي قميصا أصفر وحذاء رياضيا ويلتقي مع أصدقائه في منطقة الجلمة عند حاجز عسكري إسرائيلي على بعد سبعة كيلومترات إلى الشمال من جنين. وتنبعث عند الحاجز رائحة الغاز المسيل للدموع القوية، بينما تركت الإطارات التي أشعلت في اليوم السابق آثارها على الأرض.
وينظم الشبان الفلسطينيون في الضفة الغربية والخليل ورام الله ونابلس وبيت لحم ومخيم جنين للاجئين كل ليلة احتجاجات غاضبة ضد القوات الإسرائيلية التي تردّ على رشقها بالحجارة، بإطلاق النار.
ويقول أحمد إنه رأى “بأمّ عينه” كيف قُتل شخصان في جنين الأسبوع الماضي، وهما من بين 24 قتيلا فلسطينيا قضوا بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية منذ العاشر من الشهر الجاري، في ما يمكن اعتبارها أسوأ أحداث عنف يشهدها النزاع بين الجانبين منذ عقد. ويضيف الشاب الذي يؤكد أنه لا يدعم أيا من الفصائل الفلسطينية “أتابع عن كثب ما يحدث في القدس وغزة (..) الاحتلال الإسرائيلي هو المشكلة الأساسية”.
ولطالما اعتبرت مدينة جنين نقطة مركزية للنزاع خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين الماضيتين ضد إسرائيل، وفيها ناد اجتماعي أطلق عليه اسم “متحف الشهداء”. جدران النادي مغطاة بصور شخصية لـ172 فلسطينيا قتلوا في صدامات سابقة مع الجيش الإسرائيلي. وينتمي هؤلاء “الشهداء” إلى جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا الجهاد الإسلامي وحماس اللتان تواجهان إسرائيل من قطاع غزة، وحركة فتح التي يقودها اليوم الرئيس محمود عباس.
شباب لا يخشى الموت
ويتحدّث ضياء أبوواحد، وهو شاب في الثلاثينات، وناشط في حركة فتح أمضى خمس سنوات في المعتقلات الإسرائيلية، عن تراجع عدد الشبان الفلسطينيين “المستعدين للموت اليوم من أجل القضية التي تتبناها حركة فتح”. بينما تستقطب حركتا حماس والجهاد الإسلامي اللتان “تقاومان” ضد الدولة العبرية، الشباب. ويقول أبوواحد “نواجه اليوم أيضا زيادة في المستوطنين الإسرائيليين”.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967. ويعيش اليوم فيها أكثر من 465 ألف مستوطن يهودي، وهو رقم أكبر بثلاث مرات مما كان عليه عند توقيع اتفاقيات أوسلو للسلام بين الجانبين في التسعينات. ويرى أبوواحد أن “أبومازن” هو “المخطئ”.
ويضيف “ظنّ أبومازن أنه سيحدّ من وجودهم (المستوطنين) من خلال تطبيق القانون، لكن ذلك لم يصل بنا إلى أي مكان، أبومازن قتل فتح”. ويعتقد الشاب الثلاثيني أنه “لو كانت هناك انتخابات اليوم، فإن حركة حماس ستفوز بها”.




