محسن: لقاء الرئيس محمود عباس بغانتس يحمل دلالات غاية في الخطورة
تاريخ النشر : 29 ديسمبر, 2021 12:21 مساءً

غزة - فتح ميديا:

قال د. عماد محسن الناطق بإسم تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، تعقيبا على اللقاء الذي جمع الرئيس عباس بوزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، مساء أمس الثلاثاء، :"هذا المشهد يذكر بلقاء روابط القرى بالإدارة المدنية مع الاحتلال، عنما كانوا يذهبون للبحث عن ترتيبات وقضايا حياتية وانسانية ومعيشية على حساب الثوابت الوطنية والقضايا الاستراتيجية التي تمس النضال والكفاح الوطني الفلسطيني، عباس بهذا اللقاء يقول للفتحاويين في الذكرى السابعة والخمسين لانطلاقة الثورة، فتح اختارت هذا العام أن تسمي انطلاقتها ديمومة الثورة وديمقراطية الدولة، حيث قضوا على ديمقراطية الدولة بإلغاء الانتخابات، وديمومة الثورة بأن نحتفل بانطلاقة حركة فتح من منزل مغتصب على أرض محتلة لنأخذ هدية عبارة عن زجاجة زيت زيتون من شجرة مسروقة من الشعب الفلسطيني.

وأضاف محسن:"كلنا نعرف أن أفق سياسي لن يفتح في لقاء مع غانتس وعباس، وان بينيت يقول لا عملية سياسية مع الفلسطينيين، وفي هذا التوقيت نذهب في زيارات ليلية خلسة لنتبادل الهدايا ثم نعو ادراجنا لنتحدث في اليوم التالي عن قرارات مصيرية قد تلجأ إليها القيادة في ظل تغول الاحتلال وقطعان المستوطنين وادارة السجون على المن والقرى والبلدات والمخيمات في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، هذه رسالة محمود عباس لبرقة لبيتا للشيخ جراح، وهذه رسالته للأسير أبو هواش والاسيرات الفلسطينيات اللاتي يعانين من القمع والتنكيل بسجون الاحتلال".

وأكد أنه لن يحدث شيء على المستوى السياسي حكومة بينيت أضعف من ان تقوم بخطوات جريئة وائتلافه الحكومي قد تنهار من تصريح واحد او اذي اذعان للمطالب الفلسطينية، لقاء الامس بات يثبت معالة كل الناس تعرفها الا النعام، وكالة أمنية مقابل لتقديم خدمات أمنية مجانية لقوات الاحتلال وقطعان ومستوطنيه، في مقابل حماية منصب الرئيس وامتيازات ابنائه ومقربيه، وفق الاستطلاعات فإن اقل من ربع الفلسطينيين يؤيدون خطواته ومساعيه، هذه هي المعالة باختصار شديد وهي معالة تختلف كليا عن الزمن الجميل عنما كان الفلسطيني يضع كرامته أولا قبل أن يقدم على أي خطوة، كلنا يذكر الشهيد ياسر عرفات عنما كان قادة اسرائيل يتوسلون للقائه وكان يرفض قبل وقف أي عدوان والاستيطان والبحث عن أفق سياسي يستطيع أن يقدم منه للشعب الفلسطيني شيئا جديدا على الأرض، لكن كل هذا لا يحدث ويلهث الجميع خلف مصالحه وابنائه والبطانة الفاسدة التي تحيط به".

وتابع محسن "الخيارات ليست للسلطة الفلسطينية، الخيارات لمنظمة التحرير في إطار موسع وشامل يضم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهذا الاطار قادر على اقرار برنامج وطني للكفاح يبدأ بالمقاومة السلمية ولا ينتهي بكل اشكال النضال الفلسطينية التي اقرها القانون الولي والشرعية الولية، والأهم من كل ذلك ما الذي يمنعنا كخيار من أن ننهي هذا الانقسام البغيض اليوم ونشرع غدا في مصالحة وطنية شاملة، هكذا نستطيع أن نواجه الاهانات التي نتعرض لها جميعا، وأول من يتعرض للإهانة هو الرئيس محمود عباس، بالأمس غانتس بعد أن ودع عباس عند باب بيته أمر قواته أن تقتحم البيرة حتى قبل أن تصير سيارة عباس إلى مقره."

 "بدلا من أن نذهب بحثا عن لقاء مع غانتس نقدم له الضمانات الأمنية له ولجنوده وقطعان مستوطنيه من أجل أن نتلقى هدية وبعض الامتيازات الشخصية للمقربين والابناء والبطانة ، الأولى بنا أن يذهب إلى غزة وأن نلتقي أبناء شعبنا بدلا من وضع اشتراطات مستحيلة للقاء وطني ينقل من خانة اللهاث خلف قادة الاحتلال إلى مرحلة الكل يأتي ليستمع لرأس الشعب الفلسطيني وتنصاع لإرادته بممارسة حقه الأصيل في تقرير مصيره واقامة ولته وعاصمتها القدس."  

وختم محسن قائلاً:"المزاج الشعبي كان سيقول ارادته في الانتخابات التي ألغيت بقرار متعمد بعدما عرفت البطانة التي تحيط بالرئيس أنها خاسرة لا محال، وأن وهم تحقيق سلام مع حكومة يمين متطرف في إسرائيل لن يحد صداه في الشارع الفلسطيني، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني واعٍ سياسياً ولديه القدرة على تمييز الغث من السمين في التكتيكات والقرارات التي تتخذ، في الواقع ما زلنا نملك اداة ضغط قوية".

وشدد على أن هذا الشعب الذي خاض انتفاضات وثورات وهبات جماهيرية في وجه هذا المحتل الغاصب لمدة قرن من الزمان يستطيع أن يناضل قرنا آخر اذا ما وجد قيادة صلبة تستن الى حاضنة شعبية قوية تستطيع أن تفرض اللا الفلسطينية على الطاولة، ولكن هذه القيادة أذعنت كليا لمنطق السلام الاقتصادي الذي اقترحته الحكومة الاسرائيلية السابقة، ويبدو أو الحكومة الحالية في اسرائيل ليس لديها خيارا للتعامل مع الشعب الفلسطيني إلا على انه مجموعة من السكان الذين يطلبون بعض التسهيلات المعيشية والحياتية مع الإقرار بكل الخطط الاسرائيلية التي ستذهب بنا بنهاية المطاف إلى مؤتمر كوشنير والصفقة سيئة الصيت، والسمعة التي جاءنا بها المأفون ترامب."