الحسنات تتحدث عن مكانة المرأة الفلسطينية لدى الزعيم الراحل ياسر عرفات
تاريخ النشر : 10 نوفمبر, 2021 01:38 مساءً
فتح ميديا - غزة:
قالت د.صبحية الحسنات، نائب أمين سر هيئة العمل التنظيمي بحركة فتح ساحة غزة، "نستذكر هذه الأيام ذكرى رحيل الشهيد ياسر عرفات، هذا القائد الفدائي الفذ الثائر، الذي عرفنا العالم كفلسطينيين من خلاله، والذي نقل الفلسطينيين نقلة نوعية باتجاه الوطن، هذا القائد الذي نستذكره دائما بحضوره وقوته.
كان عرفات يرى في المرأة الفلسطينية ما لا يراه غيره، كان يرى فيها تلك المرأة القوية الصابرة المناضلة ذات العنفوان، وقد كانت مناضلة في بداية الطريق قبل الثورة الفلسطينية، وكانت تعمل ليل نهار من أجل كرامتها وأرضها، ونستذكر المرأة بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية الذي سبق قبل أيام، نستذكر نضالات تلك المرأة وهي من نستمد منها العطاء حتى نسير على نفس الدرب.
وقد كان للمرأة دور بارز وعظيم في ثورة البراق تلك المرأة التي ذهبت في المظاهرات وشاركت لاجتثاث المحتل من ارضها وحفاظا على كرامتها، وكانت في هذه المعركة تسعة شهيدات وكانت معركة طاحنة ولكن كان للمرأة دور أساسي في المشاركة في العمل الوطني".
وأضافت الحسنات، أبو عمار كرّم المرأة أيضا من خلال معرفته بقدراتها النضالية وتلك المرأة التي تعمل في بناء المجتمع والأسرة وهي اللبنة الأساسية لبناء أي عمل هي أيضا بجانب ذلك تقوم بدور بطولي في كل الساحات سواء في الداخل أو الخارج في سوريا وفي لبنان وفي الجزائر وفي تونس كل لها محطات رائعة مع الشهيد ياسر عرفات.
وفي العمليات البطولية كانت دلال المغربي قامت بعملية بطولية وهي في العشرين من عمرها، وفاطمة ديرناوي التي قامت بعملية بطولية وعلى أثرها تم اعتقالها، وكانت هناك الرفيقة ليلى خالت التي خطفت طائرة للضغط على الاحتلال لخروج الأسرى من سجون الاحتلال، وهذا كله تجسد في محبة أبو عمار لتلك المرأة.
وأبو عمار بصفته وطبيعته وتنشئته حيش عاش يتيما من دون أم وعاش عند أخواله وكان يهتم بأخيه وهو بمثابة الأخ والأب، وتعلم الرجولة منذ الصغر وتعلم الحنان والحب ومنذ بدايته وهذا ما عكس على سلوكه مع أبناء الشعب الفلسطيني، سواء كان نساء أو رجال أو أطفال.
وتابعت الحسنات، عاصرت المرأة كل مراحل النضال وكانت في محك مباشر وكان لها في لبنان دور بارز وكان أبو عمار يرى في المرأة الكثير، وكانت هي الجبهة التي تساند العمل العسكري، وكان ينظر إلى زوجات الشهداء بأنهم أبطال وأنهم من رحل أبنائهن أو أزواجهن من أجل فلسطين، وكان يهتم بهم ويصرف لهم مخصصات ويزورهم في المناسبات وفي الأعياد ليعزز قواهم ويبعث فيهم روح الوطنية من جديد وكان يقاتل من أجل أم شهيد أو أم أسير.
في إحدى المناسبات دخلت أمهات وأهالي شهداء إلى مكتب الشهيد ياسر عرفات مطالبين بمخصصات مالية وحاول الحرس معهم من الدخول وحدثت مشادة بينهم وخرج أبو عمار وتعامل بقسوة مع المرافقين وأدخلهم وكان بينهم سيدة مقعدة وأدخلها بيده وخرجوا وهم مسرورين لإنصافهم وإعطائهم حقوقهم.
وأكدت الحسنات أن المرأة وضعت لنفسها بصمة واضحة ليس في الإطار السياسي فقط ولكن في المجتمعي أيضا فهي وزيرة ومحامية ودكتورة ورائدة في العمل المؤسساتي وقد كرمت على مستوى الوطن العربي في كثير من المحافل مثلت فلسطين، وهي السفيرة التي تنقل بكل ما لديها من اجل رفع كلمة فلسطين عاليا ومن أجل كسب أكبر عدد من المؤيدين للقضية الفلسطينية حتى المرأة البسيطة التي تخيط ثوبها بالتطريز فهي ترسل عنوانا بالهوية الفلسطينية.
والمرأة في المحطات الماضية كانت ايضا تناضل من أجل استحقاق أكبر واعطائها مساحة واسعة في الإطار السياسي أولا وفي الاطار المجتمعي عن طريق العمل في الوزارات والمؤسسات حيث ناضلت من أجل حقوقها، وقد نالت الكثير من الحقوق في عهد الشهيد ياسر عرفات والتعديل في قوانين الانتخابات والكوتة النسوية إضافة للحصول على بعض القوانين التي تحفظ حقوقها بشأن المرأة والأسرة وما زالت تناضل من أجل استحقاق مساحة أوسع ومناهضة العنف ضد المرأة.
كان ياسر عرفات يحافظ على المرأة ويكرمها حتى ذكرها في وثيقة إعلان الاستقلال في الجزائر وهذا ما يؤكد أن لها حقوق كالرجل كالانتخاب والترشح والحياة السياسية ومحاول العدل في الحياة الاجتماعية وأن تأخذ كافة حقوقها الاجتماعية والأسرية.
وأشارت الحسنات أن المرأة كانت قوية بقوة قيادتها ولكن في العصر الراهن ليست المرأة ولكن الحال الفلسطيني بأكمله من قيادة وشعب أصبح محبط من سلوكيات قيادة بعيدة المسافة بين تضحيات هذا الشعب وما يقدمه من أجل فلسطين وقيادة لا تستطيع تلمس احتياجات الناس وتعمل في مكيالين بين شقي الوطن.
بالاضافة لانقسام جغرافي وديموغرافي أيضا انقسام فتحاوي حمساوي، الحالة الفلسطينية مزرية ومن خلالها بدأ يتغلغل الاحتلال وبدأنا ننظر إلى حالتنا الخاصة ولا نركز على ممارسات الاحتلال وانتهاكاته لأسرانا ومقدساتنا وأرضنا التي تتآكل عام بعد عام.
وتابعت أن على الفلسطينيين أن يتحدوا ويلتحموا لأن أيضا المرأة هي من دفعت فاتورة الانقسام والفقر والحصار وهي تبحث عن قوت أبنائها وبالمقابل هي أيضا شريكة في العمل المجتمعي او المؤسساتي الحكومي وغير الحكومي. أثر بالسلب على المرأة، المرأة طموحاتها أن تربي أبنائها وتوفر لهم سبل العيش الأساسية وأن تعلمهم، قلّ الاهتمام بالشق الوطني عند الكل الفلسطيني لأنه هناك حاجات أساسية لا بد أن نوفرها هذه من مأكل وملبس لتعزيز صمود الناس حتى نجتاز المرحلة.
وأكدت الحسنات أنه في عهد أبو عمار لم يكن هناك انسان جائع، كل من تقدم بكتاب لمساعدة كان يوقع عليه من دون أي تردد، لأنه كان يرى بهذا تعزيز لصمود هذا الشعب لأن مشواره طويل حتى التحرر فلا بد من بناه بناء سليم وقوي يأتي بتوفير سبل الحياة الكريمة التي تحفظ للمواطن الفلسطيني الكرامة والعزة حتى يستطيع التغلب على الانتهاكات والاحتلال باتجاه حياة كريمة في وطن حر.
وأضافت أيضا أنه كان من المحطات النضالية دور المرأة في الخارج، في لبنان وفي سوريا، وكانت رفيقة الدرب في كل الأمور ونفذت العمليات الفدائية مثل فاطمة قرناوي، ودلال المغربي، ودورها في الانتفاضة الأولى، بالإضافة لثلاثة آلاف أسيرة كانت في سجون الاحتلال، ودورها في الانتفاضة الثانية بالإضافة أربعمئة شهيدة قضوا في الانتفاضة الثانية، دليل على أنها كانت تعمل على خط التماس ومن مسافة صفر مع الاحتلال مثل أخيا الرجل.
وامتدت العمليات أيضا في الانتفاضة الثانية، مثل الشهيدة وفاء إدريس ودارين أبو عيشة وآيات الأخرس نفذوا عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، فقد أرعبت المرأة الفلسطينية الاحتلال وسجلت نموذج للمرأة القيادية التي تستطيع أن تنجز في المحكات الصعبة مثل الرجل.
في أول انتخابات كانت في السلطة الفلسطينية، وكان انجاز أن تشارك به امرأة ويعلم أن امكاناتها لم تصل لقائد مثل الشهيد ياسر عرفات ولكنه ترك لها التجربة حتى تكون قدوة للنساء ليشاركن في العمل السياسي وفي العمل النقابي والاتحادات وشجعها، وكانت سميحة خليل رمز لدخول المرأة في المعترك السياسي بشكل كبير وصنع القرار لأنه يرى أيضا أن المرأة التي شاركته في النضال جديرة بالعمل السياسي.
وختمت الحسنات أن القائد ياسر عرفات اهتم بالمرأة استنادا عل نجاحاتها قبل الثورة، فكانت في البدايات في ثورة البراق. وفي 26/ 10 /1929 قامت المرأة بعمل مؤتمر القدس وكان أول مؤتمر تشارك به المرأة بشكل رسمي في العمل السياسي، ولها نجاحات كثيرة قبل الثورة وراكم أبو عمار على تلك النجاحات وعلى ما قامت به المرأة، تلك المرأة الأخت والأم والزوجة تستطيع أن تكون لها باع في العمل النضالي وتستحق أن تكون في العمل السياسي على ما بذلته من جهود سابقة وعلى ما قامت به من أجل أرضها ومنع التمدد الاستيطاني.
وأن ياسر عرفات الأب للكل الفلسطيني وهو الوطن والأرض، ولا تستطيع كل المعاني أن تعبر عن هذا القائد، وفي الذكرى ال17 يتجدد فينا الحب والعطاء ونحن نقول له أننا على العهد باقون، هذا القائد الذي رسم لنا خريطة بوصلتها فلسطين، ولكل العالم أن يقف عند هذه النقطة وأن يدعم باتجاه أن نحصل على وطن حر مثل باقي العالم وأن تكون عاصمتنا القدس التي تم انتهاكها بالآونة الأخيرة، بسبب التصدع في الحالة الفلسطينية وما آلت إليه أوضاعنا في الوقت الراهن.