غزة- فتح ميديا:

يدرب الكابتن وليد طافش (31 عاماً) مجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة على الفنون الأدائية في مركز جفرا الثقافي، بمدينة غزة، بإتقان كبير، وعلى أنغام مدروسة.

يتدرب طافش وزملائه على أنغام أغنية هادئة، تتحدث عن عدم الانهزام والاستسلام، لتكن سلاح يستقوي بها الأشخاص ذوي الإعاقة أمام ضغوطات المجتمع.

ويختص في تصميم المهارات الأدائية، وإرشاد الأشخاص ذوي الإعاقة، كونه لديه إعاقة منذ الولادة، فخُلق بيد واحدة فقط، مما جعله يفهم معاناتهم عن قرب.

يقول طافش في لقاء خاص مع وكالة (APA) إن الفن الأدائي يعتبر من أهم أساليب التفريغ النفسي للأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال تجسيد معاناتهم في مشاهد محددة.

وتابع "من خلال الفنون الأدائية والاستعراض، يستطيع الأشخاص ذوي الإعاقة إيصال رسائلهم إلى المجتمع حول معاناتهم في قطاع غزة".

وأشار إلى أن الرقص الأدائي لا يقتصر على إيصال رسائل معبرة فقط، بل يعتبر من أهم جلسات التفريغ النفسي للأشخاص ذوي الإعاقة، فمن خلال الفنون الأدائية يتم التعرف عليهم، وعلى قصصهم ومشاكلهم من خلال مشاركة الحوارات المجدية لهم.

ونوه إلى أن هذه المجموعة هي الأولى من نوعها في قطاع غزة، ولاقت اقبال كبير من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة الذين بحاجة للدعم النفسي خاصة.

ولفت طافش إلى أن المشاهد تحاكي قصص واقعية للأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة العنف الذي يقع عليهم في ظل الأوضاع التي يمر بها قطاع غزة من حروب إسرائيلية متتالية.

وأضاف "أحاول من خلال الرقص الأدائي، أن أوصل إحساس الاكتئاب والعجز الذي يشعر به الأشخاص ذوي الإعاقة، فالمشاهد تلامس الواقع وتوصل الإحساس بصورة أكبر".

بدأ طافش مسيرته الفنية ابتداءً من الدبكة الشعبية التراثية، انتقالاً إلى الفنون الأدائية مع الأشخاص ذوي الاعاقة التي تعتبر نادرة في قطاع غزة، بالرغم من تعدد آفاقها.

ويطمح إلى أن يأخذ هذا الفن مساحة جيدة في قطاع غزة، من خلال إعداد برنامج متكامل لجلسات الدعم النفسي من خلال الفنون الأدائية، والخروج من القالب التقليدي الذي بات مرفوضاً لدى الأشخاص ذوي الإعاقة.

وتعتبر الفنون الأدائية أو التعبيرية ‏شكل من أشكال الفن التي لا تختلف عن الفنون التشكيلية، حيث يستخدم الفنان هيئته وجسده الخاص كخامة أو اداة لتنفيذ نوع الفن المقصود، بدلاً من استخدام الخامة مثل الطين أو المعدن أو الطلاء والألوان.