فتح ميديا - غزة:
قال أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية، إن آخر محاولة من الجانب الأمريكي لإحياء عملية السلام كان عام ٢٠١٤م و بعد عدة لقاءات أُعلن عن فشل المفاوضات وذلك بعد أن رفض نتنياهو إطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى، وحمل حينها مارتن إنديك المبعوث الأمريكي والمشرف على المفاوضات الاحتلال بفشل هذا الجهد الأمريكي، قبل أن يتراجع البيت الأبيض ويحمل الطرفين مسؤولية فشل الجهد الأمريكي لإحياء عملية السلام.
وأضاف الرقب في تصريح له، " أنه منذ ذلك التاريخ لم يحدث اي تحريك حقيقي لعملية السلام، وتحولت السلطة إلى سلطة خدمات، حتى الحديث عن وقف التنسيق الأمني العام الماضي كانت مجرد در رماد في العيون، حيث أن التنسيق لم يتوقف".
وأوضح الرقب بأنه مع قبول السلطة بهذا الدور الخدماتي وتغيير عقيدة أجهزتها الأمنية ومزاج الشارع الفلسطيني، ولذلك لم نرى التفاعل الجماهيري في الضفة مع أحداث كثيرة مثل أحداث البوابات الإلكترونية في القدس عام ٢٠١٧، وأكبر مظاهرة خرجت لم تتجاوز خمسة آلاف متظاهر في حين يحتشد لحضور حفل غنائي في الروابي يزيد عن مائة ألف وهذا له أسباب عديدة من ضمنها تغيير مزاج الشارع الفلسطيني" .
وأشار إلى ان الاتصالات بين السلطة والاحتلال بواسطة الإدارة المدنية ورئيسها السابق كميل والحالي غسان عليان تعطي شكل المستوى الذي وصله له السلطة مع لقاءات متفرقة بين رئيس السلطة ورئيس الشاباك السابق بريغمان، وبذلك يعتبر لقاء ابو مازن مع وزير الحرب غانيتس انتصار كما يصورون وهو رفع سقف اللقاء من خدماتي إلى مستوى سياسي.
ونوه الرقب أن قيادة السلطة من خلال هذا اللقاء كانت تريد تحقيق بعض الخدمات للضفة بعد أن فشلت في الحصول عليها من الإدارة المدنية .
وتابع : "أنه وبعكس ما تُشيعه السلطة بأنه تم طرح عملية السلام وحل الدولتين في هذا اللقاء، إلا أن حقيقة الأمر أن اللقاء كان لطلب بعض الخدمات المعطلة مثل ملف لم الشمل ، وملف الاتصالات وملف العمالة في المدن الاسرائيلية وملف أموال المقاصة وغيرها".
وذكر الرقب أن السلطة تدرك أن غانيتس وحكومته الحالية لا تستطيع تحريك الملف السياسي، متسائلاً: "مع اقتراب اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ما هي الابعاد السياسية لهذه اللقاءات علي القضية الفلسطينية ؟، وهل هناك استحقاقات والتزامات من قبل الطرفين مقابل هذه اللقاءات علي قاعدة الربح والخسارة ؟"
وبين أنه في ظل هذه الحالة العبثية، وتنكر الاحتلال لحقوقنا السياسية فالخيار الفلسطيني المهم في هذه المرحلة هو ترتيب البيت الفلسطيني والاحتكام للديموقراطية كسبيل لتجاوز الخلافات الداخلية، وليختار الشعب من يمثله، ووضع آلية لإجراء الانتخابات في مدينة القدس و هذا ليس صعباً .وختم الرقب حديثه، بأن الانتظار لمتغيرات داخل الاحتلال او داخل الولايات المتحدة الأمريكية هي مراهنات خاسرة ، وأن فصائل العمل الفلسطيني للأسف غائبة عن حالة التأثير الحقيقي وكلٌ له حساباته وبالعادة تكون على حساب المشروع الوطني الفلسطيني.
الرقب : الاتصالات بين السلطة والاحتلال لتحقيق خدمات للضفة ولا تحريك حقيقي لعملية السلام
تاريخ النشر : 01 سبتمبر, 2021 01:00 مساءً