كي لا ننسى... رئة قطاع غزة "مطار غزة الدولي" من يُعيد بناءه؟
تاريخ النشر : 25 مارس, 2021 07:00 صباحاً
مطار غزة الدولي عام 2000

فتح ميديا_غزة

يقع مطار غزة الدولي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بوابة فلسطين التاريخية الجنوبية في المنطقة المحاذية للحدود الدولية الفلسطينية المصرية، ويبعد عن مدينة غزة بحوالي 36 كيلو مترا.

وانطلق العمل في تدشين المطار معماريا والبنية التحتية ابتداء من يوم الجمعة 20 يناير 1996، حيث وضع الرئيس الشهيد أبو عمار حجر الأساس لمشروع مطار غزة الدولي، حيث بلغت التكلفة الإجمالية لإنشاء وتجهيز المطار حوالي 70 مليون دولار، موزعة ما بين مبان ومعدات.

وتم تجهيز المطار بأحدث الأجهزة والمعدات اللازمة للتشغيل طبقا للمعايير الدولية بواسطة منح وقروض ميسرة من عدة جهات، وبعد ستة شهور فقط استقبل المطار أول طائرة حيث هبطت طائرة الرئيس عرفات، في دلالة واضحة على سرعة الإنجاز في الزمن القياسي الذي يرسخ قدرة الإنسان الفلسطيني على العطاء والبناء في كل زمان ومكان.

الافتتاح الرسمي

وبدا التشغيل الرسمي لمطار غزة يوم الثلاثاء 24 نوفمبر 1998م بناء على توقيع مذكرة 'واي ريفر' بانطلاق الخطوط الجوية الفلسطينية، حيث كان حفل التدشين التاريخي للمطار الفلسطيني في ذلك اليوم الذي استقبل فيه المطار العديد من الطائرات القادمة من الدول العربية والصديقة وعلى متنها الوفود الرسمية والشعبية المشاركة في هذا الحفل التاريخي.

كما قام الرئيس ياسر عرفات بقص الشريط بمشاركة الرئيس بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في احتفال رسمي وشعبي مهيب واستمر المطار مشكلا بوابة فلسطين من وإلى العالم الخارجي.

مطار ياسر عرفات الدولي عرف سابقاً باسم مطار غزة الدولي ويسميه الاحتلال باسم مطار الدهنية الدولي.

تعود ملكية وإدارة المطار إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، تدير المطار سلطة الطيران المدني الفلسطينية ولكنه يخضع أيضاً للقيادة الإسرائيلية الجنوبية.

 

أرقام وحقائق

وقد كان المطار قادراً على نقل 700,000 مسافر سنوياً وكان يعمل 24 ساعة يومياً على 354 يوم في السنة (يغلق فقط في يوم الغفران -يوم كيبور-)، وهو المطار الوحيد في الأراضي التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية. يقع المطار على ارتفاع 320 قدم (98 متر) عن سطح البحر، ويبلغ طول مدرجه 3,076 متراً ويوجد في المطار 19 مبنى، المبنى الرئيس في المطار مساحته 4000 متر مربع مصمم وفق العمارة الإسلامية ومزخرف بالقرميد المغربي، وطاقم موظفي المطار يضم 400 شخص.

تمت توأمة المطار مع مطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء بالمغرب، حيث كان أقرب المطارات إليه مطار العريش الدولي في مصر

توقف بسبب تدميره

افتتح المطار في عام 1998 بعد مفاوضات طويلة مع إسرائيل، لكن المطار توقف عن العمل في ديسمبر 2001 بعد أن ألحق الجيش الإسرائيلي به دماراً فادحاً، فقد دمر الجيش الإسرائيلي محطة الرادار والمدرج لكن ساحة المطار لم تتعرض لدمار بالغ، وقامت البلدوزرات الإسرائيلية بتمزيق المدرج إلى أجزاء في يناير 2002. وفي أثناء حرب لبنان في صيف 2006 قصفت إسرائيل وخربت المبنى الأساسي في المطار، والآن فإن المطار قد جرد من محتوياته على يد اللصوص.

أنشئ المطار بتمويل من اليابان ومصر والسعودية وإسبانيا وألمانيا وتم تصميمه على يد معماريين من المملكة المغربية ليكون على شاكلة مطار الدار البيضاء، وقد تم تمويل المهندسين على نفقة العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، إجمالاً كلف المطار 86 مليون دولار، وبعد بنائه بعام تم افتتاحه في 24 نوفمبر 1998 في احتفال حضره الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. وقد اعتبر افتتاح المطار في ذلك الوقت دليلاً على التقدم نحو تكوين الدولة الفلسطينية.

بعد تدمير جيش الاحتلال مطار غزة، تقدمت وفود الدول العربية لدى منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) وقد أحيل الموضوع الي مجلس المنظمة حيث قامت الوفود العربية في المجلس(السعودي، مصر؛ الجزائر، ولبنان)بطرح القضية وفق نصوص المعاهدات والقانون الدولي وبعد مداولات مطولة استخدم الوفد الأمريكي كل الوسائل للحيلولة دون ادانة إسرائيل من قبل المجلس ولكن المجلس تحت اصرار الوفود العربية لجاء الي التصويت حيث كانت النتيجة ادانة إسرائيل التي دمرت مطار مدني وأجهزة ملاحية يستخدم للأغراض المدنية فقط وبهذا تكون إسرائيل قد اعتدت علي المطار عنوة بدون الي مبرر ولهذا استحقت الإدانة وإعادة المطار الي حالة قبل التدمير وكلف رئيس المجلس والأمين العام بمتابعة تنفيذ القرار.

المطار كان بمثابة الرئة الجوية الوحيدة لقطاع غزة، حيث كان مليء بالحدائق والأزهار الجميلة والمبني الرائع لاستقبال القادمين أو المغادرين أرض غزة