تقرير: ناصر القدوة من السياسة والدبلوماسية إلى الفصل من حركة فتح
تاريخ النشر : 11 مارس, 2021 09:37 صباحاً

فتح ميديا - غزة:

تنقل ناصر القدوة بين العديد من المناصب السياسية والدبلوماسية، منذ انضمامه إلى حركة فتح في العام 1969 وانتخابه عضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1981 وحتى عام 1986.

حتى قرر رئيس السلطة الفلسطينية برام الله محمود عباس، فصله من اللجنة المركزية للحركة، بعد إطلاقه الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني من شخصيات مستقلة، ونيته المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية بقائمة مستقلة عن قائمة الحركة.

حياته السياسية:

ولد ناصر القدوة في مدينة غزة في 16 أبريل 1953، وهو ابن أخت الرئيس الراحل ياسر عرفات، انتقل إلى ليبيا مع أسرته، ثم انتقل إلى مصر، وحصل على شهادة في طب الأسنان من جامعة القاهرة عام 1979.

تم تعيينه عضوا مراقبا في المجلس الثوري لحركة فتح عام 1981، وانتخب عضوا عاملا في المؤتمر الخامس للحركة الذي عقد عام 1989، ووقع الاختيار على القدوة ليكون عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1975 ممثلًا عن اتحاد الطلبة

انخرط القدوة في العمل بالسلك الدبلوماسي منذ عام 1986، حيث عينه ياسر عرفات مساعدا للمثل الدائم لمنظمة التحرير الفلسطينية آنذاك زهدي الطرزي، وشغل منصبه في عام 1991، وحتى عام 2003.

وله مساهمات عدة منها دوره الفاعل، في تحريك قضية ضد الجدار العازل الإسرائيلي في الأمم المتحدة، حيث نتج عن هذه الجهود قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بعدم شرعية الجدار، ووجوب تعويض المتضررين الفلسطينيين منه.

وشغل القدوة منصب وزيراً للشؤون الخارجية في إبريل 2003 وحتى 2005، في حكومة أحمد قريع،  ورئيس مجلس إدارة مؤسسة عرفات منذ تأسيسها.

معارضة أبو مازن:

وصفت العلاقة بين أبو مازن والقدوة في الفترة الأخيرة بالمشحونة، وقدم القدوة استقالته من اللجنة المركزية لحركة فتح في أيار/ مايو 2018، على خلفية خلافات حادة، وقعت خلال انعقاد الدورة الثالثة والعشرين للمجلس الوطني الفلسطيني، ثم تراجع عنها بعد تدخل أعضاء من مركزية (فتح) وإقناعه بالعدول.

وقاطع القدوة اجتماع اللجنة المركزية، المنعقد في 13 فبراير 2021، الذي وصف بالمهم حينها، بعد زيارة عضو اللجنة المركزية لـ (فتح) حسين الشيخ للأسير مروان البرغوثي في معتقله بسجن (هداريم) الإسرائيلي، وكذلك بعد حوار القاهرة.

وهاجم القدوة أبو مازن في أكثر من مناسبة وفي أكثر من موضوع خاصة موضوع غزة، والخطوات العقابية التي انتهجها ابو مازن ضد المحافظات الجنوبية وموظفي قطاع غزة.

برزت معارضته لأبو مازن خلال تصريحاته التي تحث على إحداث تغيير على النظام السياسي الفلسطيني، وإصلاح الوضع الداخلي الفلسطيني، ودعوته قيادة الحركة إلى الانفتاح على القوى الفلسطينية الأخرى.

وأخيرا كان لعزم القدوة على تشكيل الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني، المكون من شخصيات مستقلة، وإصراره على خوض غمار الانتخابات التشريعية الفلسطينية بقائمة مستقلة عن قائمة، الشرارة التي أشعلت النار في أروقة المقاطعة برم الله، وأدت إلى فصل القيادي القدوة بعد مسيرته الطويلة داخل الحركة.

فتح تعاقب أبنائها:

وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها عباس على مثل هذى القرارات غير القانونية وفقاّ للوائح وأنظمة حركة فتح، فقد أقدم على فصل العديد من النواب والقيادات وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح خلال الفترة الأخيرة، استمرارا لسياسة الإقصاء والتفرد التي ينتهجها، والتي لا تهدف إلا إلى تفتيت حركة فتح بدلا من السعي لوحدتها، خصوصا في مثل هذه الأوقات التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وجاء في نص قرار اللجنة المركزية لحركة "فتح"، الذي وقعه عباس، "فصل ناصر القدوة من عضويتها ومن الحركة بناء على قرارها الصادر عن جلستها بتاريخ 8 مارس 2021 والذي نص على فصله،وأضاف البيان: "بعد فشل الجهود كافة التي بذلت معه من الإخوة المكلفين بذلك، والتزاما بالنظام الداخلي، وبقرارات الحركة، وحفاظا على وحدتها فإنها تعتبر قرارها بفصله نافذا من تاريخه".