كورونا يهدد القدرة الاستيعابية لمشافي الضفة خاصة مع الطفرات سريعة الانتشار
تاريخ النشر : 05 مارس, 2021 05:20 صباحاً

فتح ميديا - رام الله:

تخشى أوساط طبية فلسطينية من تصاعد انتشار فيروس كورونا بشكل واسع بين المواطنين، ويؤدي تصاعد أعداد المصابين إلى إثقال كاهل القطاع الطبي ويهدد قدرته الاستيعابية، خاصة مع الطفرات سريعة الانتشار.

طورائ كورونا

وحسب الأرقام الواردة من وزارة الصحة يزيد عدد المصابين بالطفرتين البريطانية والجنوب أفريقية عن حوالي 500 إصابة.

وسجلت فلسطين أرقاما متصاعدة خلال فترة زمنية قصيرة بفعل انتشار الطفرات الجديدة المتحورة من فيروس كورونا.

وطال الوباء عائلات كاملة، مما رفع أعداد المصابين الذين يحتاجون للعناية الطبية في المشافي، التي امتلأت بالمصابين.

وجراء تفاقم جائحة كورونا، أعلن الرئيس محمود عباس حالة الطوارئ لمدة ثلاثين يوما، تبدأ اعتبارا من اليوم الخميس.

تصاعد الإصابات بفيروس كورونا

وتقول مصادر طبية إن نسبة الإشغال ارتفعت إلى 100% في بعض المراكز العلاجية لفيروس كورونا.

ووصلت درجة استيعاب المشافي في مدينة نابلس إلى حدها الأقصى، بحسب المصادر ذاتها.

ويقول مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة نجي نزال لموقع “زوايا“: “إن الأعداد المرتفعة من الإصابات تشكل ثقلا على كاهل وزارة الصحة”.

وأوضح أن قدرة المشافي على استيعاب تلك الأعداد التي تضاعفت خلال فترة زمنية قصيرة باتت صعبة.

ويضيف نزال بأن الوزارة تعمل على وضع خطط، من أجل التعامل مع مستجدات الوضع الوبائي.

ومن أجل تقديم الخدمة اللازمة للمصابين، جاري العمل على توسعة أقسام كورونا، كما قال نزال.

وأوعز رئيس الوزراء محمد اشتية إلى وزارة الصحة بزيادة عدد الأسرة، وفتح مراكز جديدة لعلاج المصابين، وتوظيف الكوادر الطبية اللازمة لمواجهة التفشي الجديد.

وتابع نزال بأن وزيرة الصحة مي كيلة بحثت مع المشافي الخاصة إمكانية توفير أقسام فيها لعلاج المصابين حال نفذت قدرة القطاع الحكومي.

ووصلت نسبة الفحوصات الإيجابية بفيروس كورونا إلى أكثر من 27 إلى 30 بالمئة في بعض المناطق وهذا أمر خطير وبائيا، كما قال نزال.

وأردف نزال بأنه تم تجهيز مركز علاجي لكورونا تقريبا في كل محافظة.

وفي ذات الإطار، افتتحت أقسام داخل المشافي الحكومية، وهناك خطة لزيادة أعداد الأسرة لاستقبال المصابين.

ويتوفر نحو 500 سرير لعلاج مصابي كورونا، من ضمنها 200 سرير عناية حثيثة.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة عن وجود 119 مريضا في العناية المكثفة.

كذلك، يوجد 26 مريضا موصولون بأجهزة التنفس الاصطناعي، علما أن هذه الأرقام متغيرة باستمرار.

وعود بوصول لقاح كورونا قريبا

ويشدد نزال على أهمية أن يصل اللقاح لفلسطين، حتى يكون هناك حماية للمواطنين، وتوفير نوع من الوقاية، لكن ذلك مرهون بأزمة عالمية في الطلب على اللقاح.

وبين أن وزارة الصحة تعمل على مراسلة الشركات المنتجة للقاح، وهناك وعود بوصوله خلال الفترة القريبة.

ويحذر نزال من أن تصاعد الإصابات بشكل أكبر، يجعل القطاع الطبي الفلسطيني غير قادر على التعامل مع هذا الوضع.

ويؤكد نزال على ضرورة التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، ووقف حالة الاستهتار، لأنه بغير ذلك سنكون مقبلين على كارثة طبية.

من جانبه، أكد عفيف عطاونة، مسؤول متابعة ملف كورونا في جنوب الضفة، من أن الإدخال للمشافي لم يقتصر على كبار السن أو من يعانون من أوضاع صحية صعبة، بل أصبح هناك حالات لصغار السن ومن الشباب.

وأشار إلى أنه تم إدخال نحو 30 مريضا إلى المشافي الجنوب من صغار السن، خلال حديثه للإذاعة الرسمية.

بدوره، أعلن محافظ سلفيت عبد الله كميل، في بيان صحفي، عن وفاة فتاة تبلغ من العمر 26 عاما متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا.

ولم يكن للفتاة المتوفاة أي سجل مرضي سابق، ولا تعاني من أية أمراض مزمنة.

يذكر أن منظمات حقوقية فلسطينية انتقدت توزيع لقاح كورونا في الضفة ووصفت  أنه المحسوبية طغت على توزيع اللقاح على المسئولية وأقاربهم.

وانتقد تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح في بيان له، الجريمة النكراء التي ارتكبتها حكومة المقاطعة في رام الله، عندما أتاحت حصول المتنفذين من أعضاء الحكومة وحراساتهم ومقربيهم على لقاح كورونا دون منح الأولوية للمرضى وكبار السن.

ورأى التيار أن فشل حكومة المقاطعة في إدارة أزمة كورونا، وفشلها في توفير نظامٍ عادلٍ لتوزيع اللقاحات، وتلاعبها في عملية التوزيع لغايات منفعة المقربين وشراء الذمم، يوجب عليها الرحيل فوراً ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة. 

ودعا إلى إجراء تحقيقٍ نزيهٍ وشفافٍ في كل ما يتصل بسلوك حكومة المقاطعة منذ بدء أزمة كورونا، بما في ذلك ما قامت به لجهة توزيع اللقاحات، ونشر نتائج التحقيق على الملأ، كي يدفع من ارتكبوا جريمة سوء الإدارة وفساد التوزيع ثمن ما اقترفوه بحق شعبهم ومواطنيهم، عندما تغلبت الأنا وحب الذات على مصالح الوطن والمواطنين.