إيران تعلن البدء في عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في موقع فوردو النووي
تاريخ النشر : 04 يناير, 2021 09:29 صباحاً

 فتح ميديا- طهران:

أعلنت إيران، السبت، خططها الخاصة بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20% في منشأة "فوردو" النووية تحت الأرض"في أقرب وقت ممكن"، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين طهران وواشنطن.

وقال علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في تصريحات للتلفزيون الإيراني أوردتها وكالة "أسوشيتد برس": "نحن مثل الجنود وأصابعنا على الزناد. القائد يأمر ونطلق النار، نحن مستعدون لذلك وسنخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20% في أسرع وقت ممكن".

وتابع أن بلاده"ستحتاج إلى تبديل اليورانيوم الطبيعي في أجهزة الطرد المركزي في محطة فوردو للمواد المخصبة بالفعل إلى 4% لبدء عملية الانتقال إلى 20%"، لافتاً إلى أن ذلك يتم بـ"إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

من جهتها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران "أبلغت مفتشيها بالقرار من خلال رسالة"، بعد أن أعلن مندوب روسيا لدى الوكالة أنباء عن الموضوع، ليل الجمعة.

وقالت الوكالة في بيان: "أبلغت إيران الوكالة أنه من أجل الامتثال لقانون أقره برلمان البلاد مؤخراً، فإن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تعتزم إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب بنسبة تصل إلى 20 % في محطة فوردو لتخصيب الوقود".

وأضافت أن إيران "لم تحدد الوقت الذي تسعى فيه لبدء التخصيب، على الرغم من وجود مفتشين تابعين للوكالة في إيران على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ولديهم وصول منتظم إلى محطة فوردو".

ووفقاً لـ "أسوشيتد برس"، فإن محطة "فوردو"، محاطة بمدافع مضادة للطائرات بالإضافة إلى تحصينات أخرى، وحجمها يوازي حجم ملعب كرة قدم كبير، ما يتسع لـ 3 آلاف جهاز طرد مركزي.

وكانت الولايات المتحدة، اكتشفت المحطة في عام 2009، وعرضت على إسرائيل عندما هددت بضرب المحطة آنذاك مقطع فيديو يُظهر صنعها قنابل مصممة لضرب مثل هذه المنشآت.

وبدأت إيران بشكل منفصل في بناء موقع جديد في محطة "فوردو"، وفقاً لصور الأقمار الاصطناعية التي حصلت عليها "أسوشيتد برس" في ديسمبر الماضي.

ولم يصدر البيت الأبيض أو مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي تعليق، فيما رفض الناطق باسم الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن التعليق على إعلان إيران.

وتأتي هذه الخطوة وسط تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس دونالد ترمب، الذي انسحب من اتفاق طهران النووي في عام 2018.

وأدى ذلك إلى سلسلة متصاعدة من الحوادث، تُوجت بغارة أميركية بطائرة مسيرة استهدفت قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في العاصمة العراقية بغداد قبل عام، لكن المخاوف الأميركية من انتقام إيراني محتمل، تتصاعد في ذكرى السنوية الأولى لمقتله التي تصادف الثالث من يناير.

وكاد قرار إيران البدء في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% قبل عقد من الزمان يوجه ضربة إسرائيلية لمنشآتها النووية، وهي توترات قلت مع الاتفاق النووي عام 2015. وقد يؤدي استئناف التخصيب إلى عودة سياسة حافة الهاوية هذه، وفق "أسوشيتد برس".

وأشار خبراء أميركيون إلى أن إيران تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 4.5%، في انتهاك لحد الاتفاقية البالغ 3.67%، لافتين إلى إمتلاك إيران"ما يكفي من اليورانيوم منخفض التخصيب كمخزون لسلاحين نوويين على الأقل".

ويأتي قرار إيران، بعد موافقة البرلمان الإيراني على مشروع قانون، وافقت عليه هيئة مراقبة دستورية الشهر الماضي، يهدف إلى زيادة التخصيب للضغط على أوروبا لتخفيف العقوبات. كما أنه يمثل ضغطاً قبل تنصيب بايدن، الذي أعرب عن استعداده للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران "حال التزام إيران ببنوده".

وشهد اتفاق عام 2015 موافقة إيران على الحد من تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات، كما دعا الاتفاق إلى تحويل محطة "فوردو" إلى منشأة للبحث والتطوير.

ومنذ انهيار الاتفاق، استأنفت إيران التخصيب في منطقة "فوردو"، على بعد 90 كيلومتراً جنوب غربي طهران.