قيادات فتحاوية: تيار الإصلاح الديمقراطي قدم نموذجاً للحفاظ على الارث التاريخي لحركة فتح
تاريخ النشر : 30 ديسمبر, 2020 05:19 صباحاً

فتح ميديا - خاص:  

تطل الذكرى السادسة والخمسين لانطلاقة حركة فتح، التي جسدت خلال مسيرتها أسمى أنواع الكفاح والنضال، الذي من أجله تبذل الأنفس والأرواح، فلطالما كانت حركة فتح هي الحامية الأولى للمشروع الوطني الفلسطيني .

حيث أكد العميد محمود عيسى" اللينو" أمين سر حركة فتح في الساحة اللبنانية، أنه عندما انطلقت حركة فتح أعلنت خيارها في ظل أجواء معقدة وإحباط بدأ يتغلغل في نفوس شعبنا،  في واقع لا يختلف كثيراً عما نعانيه اليوم من استهداف لشعبنا وقضيته، والذي يهدف إلى تذويبنا في أماكن تشتتنا وتحرف الأهداف وإجهاض الحلم الفلسطيني الذي انطلقت من أجله الثورة المجيدة. 

وأكد اللينو، أن حركة فتح أقوى من كل محاولات تطويعها وإنهائها وقد تعرضت إلى انتكاسات خطيرة فيما مضى رغم خطورة وقساوة ما تتعرض له اليوم، إلا أن فتح الرصاصة الأولى والحجر الأول قادرة على استرداد ذاتها بهمة أبنائها ولأنها تشبه هذا الشعب بجبروته وعنفوانه. 

 وعن واقع الحالة التنظيمية لتيار الإصلاح الديمقراطي قال اللينو، "تيار الإصلاح الديمقراطي ليست حالة مستقلة عن حركة فتح، ولا هو رديف لها بل نحن في صلب هذه الحركة ومتمسكين بها ونسعى وبشكل دؤوب لرأب الصدع الذي أوجده المتضررين من تواجدنا في المواقع القيادية، وذلك لاختلاف الرؤية وتحكم الفردية والضغينة في عقول البعض".

أما فيما يتعلق بالواقع التنظيمي للتيار فيوضح قائلاً: "نحن متواجدين حيثما تواجدت فتح لأننا نحمل الفكرة ونحافظ عليها بالشراكة مع إخوتنا في الحركة حيثما وجدوا في الوطن والشتات،  صحيح أن هناك تزايد في أعداد المؤيدين للنهج والمسار الذي نسلكه إنما يطلب من هؤلاء الإخوة الاحتفاظ بمواقعهم لان هدفنا الإصلاح وليس الشرذمة".

ووجه اللينو، رسالة لأبناء حركة فتح بأن هذه الحركة انطلقت لتبقى ولتنتصر رغم كل ما تعانيه من محاولات تطويعها وافرغها من مضمونها النضالي ومسيرتها، إلا أن الإرث العظيم الذي تركه القادة الكبار وعلي رأسهم الشهيد الرمز أبو عمار وثبات القابضين على الجمر والذين يتلقون الطعنات كل يوم وهم صامدون، وهذا يعزز صمودنا ويعطينا دافعاً قويا للاستمرار بمبادئ الحركة ونهجها.

فتح حامية المشروع الوطني:

من جهته قال خضر المجدلاوي أمين سر حركة فتح في الساحة المصرية، بمناسبة إحياء انطلاقة حركة فتح السادسة والخمسين، نحن مقبلون على الذكرى 56 لانطلاقة الثورة الفلسطينية والحاضنة الأم العملاقة حركة فتح، التي استطاعت حماية المشروع الوطني طوال هذه العقود، وخلق الموارد من العدم وتسخيرها لتغذية ودعم الفكرة عبر كافة محطات النضال باختلاف معطياتها وملامحها، من أجل تحقيق الهدف الفلسطيني الأسمى بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وتابع المجدلاوي، في ظل هذه الظروف الاستثنائية، من التغيير في الأوضاع الدولية والإقليمية في غير صالح قضيتنا المركزية إلى حالة الانقسام الداخلي الراسخ في الجبهة الفلسطينية والذي يستحيل شيئاً فشيء إلى انفصال سياسي وجغرافي بين شطري الوطن، كذلك فشل الرسمية الفلسطينية في تحقيق أي مكسب دبلوماسي أو على الأقل مواجهة خطر التطبيع العربي مع إسرائيل على حساب حقوق شعبنا وقضيته، كان يجب على شرفاء الحركة -وهم كُثُر- سواء من الكادر المتقدم أو من دائرة صنع القرار، أن يقفوا وقفة جادّة من أجل تحقيق حالة استنهاض فعلية ومستدامة داخل الحركة، تمكننا من لملمة الشتات وتوحيد الصفوف والتجمع تحت سقف مؤتمر حركي عام، تعالج فيه المشكلات وتصاغ فيه رؤى وطنية جديدة تتناسب مع معطيات المرحلة، لكن هذا -لسبب أو لآخر- لم يحدث.

 لافتاً، أن ما حدث على العكس تماماً، فانتقل الفساد المستشري في مفاصل السلطة رويداً رويداً إلى التنظيم مما خلق كيانيات وتكتلات داخلية تعرقل أي محاولة للإصلاح والترميم الذي يهدد نفوذها ومصالحها، ووجودها، وهنا كان لا بد من الرهان على أبناء الحركة المخلصين، وهو رهان رابح، بألا يتساوقوا مع الفساد الذي يخدر الضمير الوطني، ويخنق الغايات النبيلة.

فيما أكد أنه من الجيد أن فرص التغلب على المشاكل الداخلية وإعادة ترتيب البيت الفتحاوي ما زالت سانحة، وما زالت الحركة تشكل قيم ثورية ونضالية تتسلح بها الأجيال، وعلى كافة المستويات التنظيمية، وسيشهد التاريخ أن تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح قدم نموذجاً وما زال في الحفاظ على هذه القيم الأصيلة، ويدفع ثمن ذلك ثمناً باهظاً، لكنه العهد الأول.

الإيمان بالعدالة

وفي ذات السياق أكد الدكتور يوسف عيسى، أمين سر حركة فتح في ساحة أوروبا، أن حركة فتح قدمت كل غالي ونفيس لتثبت نفسها ولتنال حرية الشعب الفلسطيني واستقلاله وتقرير مصيره وبناء دولة ديمقراطية وعاصمتها القدس الشريف .

ويضيف: "نستحضر ذكرى الانطلاقة المجيدة والتي فجرها إخوة وقادة آمنوا بعدالة قضيتهم وبحتمية نصرهم علي عدو فاشي انعزالي فكانوا نبراساً أضاء الطريق أمام جحافل من الثوار آمنت أن فتح بيتها الوطني الجامع ، وخلال هذه المسيرة الطويلة التي أنار طريقها دماء الشهداء والآم الجرحى وتضحيات الأسرى".

ولفت عيسى، أن هذه المسيرة شهدت الكثير من العلامات المضيئة التي سجلت في سفر شعبنا بالغار والياسمين وتجلت فيها روح الفداء والتضحية والإقدام وسقط خلالها الشهداء ليعبدوا الطريق لمن  يتلوهم لمواصلة المسير حتى انجاز وتجسيد الأهداف التي انطلق من اجلها القادة المؤسسين، منوهاً أن الانحراف عن ثوابت هذه المسيرة أصابته بالتراجع وزادت سطوة الاحتلال وسعاره ليحول الإنسان الفلسطيني غريباً على أرضه يطارده الاحتلال ويحاصره الفساد.

وأضاف، "أفجع ما أصاب قضيتنا في مقتل هو الانقسام الذي يترسخ ويضرب بجذوره عميقاً حتى بات يتحول إلى انفصال شامل بسبب السياسات التي يتبعها أمراء الانقسام  غير آبهين بما يشكله الوضع الراهن من مخاطر تحدق بقضيتنا وتهدد بقضم المزيد من حقوقنا من خلال التنكر لها مما يهدد بالمزيد من التراجع وما نشهد من تراجع الدعم العربي والدولي لحقوق شعبنا".

ولمحاربة هذا التوغل بيّن عيسى، أن على الشعب الفلسطيني استعادة وحدته وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني وتفعيل وتجديد المؤسسات التي تم تجويف جوهرها ومضمونها من خلال سياسة التفرد والاعتداء على الأنظمة والقوانين، موضحاً أن ذلك لا يتم إلا من خلال الاحتكام لصندوق الاقتراع، الذي يبني نظام سياسي قائم على الشراكة والديمقراطية واحترام الآخر.

وأكد عيسى، أن أبرز ما يواجه حركة فتح في هذه المرحلة هو الانقلاب على منطلقاتها وروحها ومحتواها من تغول على النظام الداخلي وترسيخ قيم الإقصاء وإحلالها مكان مدرسة التسامح و المحبة التي أرسى دعائمها الشهداء المؤسسين .

في السياق ذاته يشير عيسى، إلى أن استعادة وحدة الحركة يجب أن يبقَ هدف يسعى لأجله كل الشرفاء المؤمنين أن هذه الحركة تستحق منا أن نبذل جد جهدنا حتى تستعيد طليعتها ورياديتها وقدرتها على قيادة المشروع الوطني.