كيف أطاح تطبيق Zoom بتطبيق Skype من القمة خلال 2020؟
تاريخ النشر : 27 ديسمبر, 2020 06:31 صباحاً

فتح ميديا_تكنولوجيا 

خلال هذا العام 2020 ومع استمرار انتشار جائحة كورونا، ارتفعت شعبية تطبيقات مكالمات الفيديو بشكل كبير، وكان أبرزها: تطبيق (Zoom) الذي شهد معدل استخدام عالي للغاية، فمن 10 ملايين مستخدم يوميًا في شهر ديسمبر 2019 إلى أكثر من 300 مليون شخص مشارك في الاجتماعات عبر التطبيق يوميًا، وتريليوني دقيقة من مكالمات الفيديو بين يناير وأبريل، وأصبحت عبارة (Let’s Zoom) معروفة في جميع أنحاء العالم.

فكيف تمكن التطبيق من تحقيق هذه القفزة الهائلة في هذه الفترة القصيرة، والتغلب على مشاكل الأمان العديدة التي ظهرت فيه، والأهم كيف تمكن من الإطاحة بتطبيق (سكايب) Skype – الذي يعتبر من أشهر تطبيقات مكالمات الفيديو  على مدار 17 عامًا مضى – من القِمة؟

منذ ظهوره قبل ثماني سنوات كان تطبيق (Zoom) معروف بأنه تطبيق مكالمات الفيديو الذي يستخدمه موظفي الشركات فقط لعقد الاجتماعات عن بُعد، لكن مع انتشار جائحة كورونا أصبح التطبيق مستخدمًا على نطاق أوسع، من الحكومات إلى هواة الطبخ وكذلك لاستضافة أعياد الميلاد.

وقد وجد التطبيق بالفعل منافسة شرسة من التطبيقات التابعة لأشهر شركات التكنولوجيا، مثل: آبل وجوجل ومايكروسوفت وفيسبوك، لكن مع ذلك صعد التطبيق إلى القِمة بسرعة، وهذا يعود لميزة واحدة – يجب أن تُتاح في جميع المنتجات بلا استثناء – وهي: إمكانية الوصول.

حيث تتميز (Zoom) بأنه يتيح للمستخدمين القدرة على الاتصال وعقد المؤتمرات دون الحاجة لتنزيل تطبيق، واتباع الكثير من الخطوات لإنشاء حساب أيضًا، بعكس التطبيقات الأخرى، التي قامت بتوفير هذه الميزة بعد النجاح الكبير الذي شهده تطبيق (Zoom) وانتشاره الهائل. كما استفاد (Zoom) في البداية من وجود إصدار مجاني يقدم ميزات قوية.

وبذلك استفاد تطبيق (Zoom) من ميزة سهولة استخدامه، واستهدف بشكل خاص المستخدمين الذين لم يسبق لهم استخدام تطبيق لمكالمات الفيديو سابقًا قبل انتشار جائحة كورونا، بل أجبرتهم حالات الإغلاق للبحث عن تطبيق يوفر لهم طريقة سهلة للتواصل مع أحبائهم عبر الفيديو.

مؤسس يعرف ما يريد بالضبط:

نجد أن القوة الكامنة وراء جعل تطبيق (Zoom) سهل الاستخدام، جاءت من (إيريك يوان) المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة (Zoom) والموظف السابق في شركة Webex الذي عمل في تطوير برمجيات مؤتمرات الويب قادمًا من الصين، وقد ترك العمل بعد فشله في إقناع مسئولي شركة Webex بأن السرعة وسهولة الاستخدام ودعم الأجهزة المحمولة هي العناصر التي تحتاج إلى الأولوية ويجب التركيز عليها.

لذلك استفاد (إيريك يوان) من خبرته في تطوير تطبيق (Zoom) ليكون منافسًا لتطبيقات عديدة، مثل: تطبيق (Skype)، الذي يعتبر على النقيض تمامًا، حيث يتطلب استخدامه إنشاء حساب أولًا، إلا أنه لم يكن أولوية للعديد من الأشخاص الذين يحاولون ببساطة التواصل مباشرة بعد فتح تطبيق مكالمات الفيديو مباشرةً.

ولكن سرعان ما أصبح سهولة الاستخدام سيفًا ذا حدين، حيث ظهرت هجمات مرتبطة بهذه الميزة تُعرف بهجوم (Zoom-bombing)، وأصبح هذا الأمر مصدر قلق للكثيرين، لدرجة أن الوكالة الوطنية للجريمة في المملكة المتحدة ومكتب النحقيقات الفيدرالي  في الولايات المتحدة اضطرا إلى إصدار تحذيرات ونصائح حول كيفية الحفاظ على المكالمات آمنة.

ونتيجة لذلك قدم التطبيق ميزات جديدة للحد من هذه الهجمات، مثل: السماح لمالكي الحسابات والمسؤولين بتعطيل رمز الاجتماع الشخصي، وإضافة طبقة إضافية من الأمان إلى التطبيق لصد المهاجمين والفضوليين.

كما عانى التطبيق أيضًا من فضيحة أخرى متعلق بالأمان، عندما وُجد أن التطبيق لا يوفر ميزة (التشفير من طرف إلى طرف)، بالإضافة إلى ذلك هُوجم التطبيق بشدة بعد إغلاقه حساب أحد النشطاء المدنيين – أُعيد الحساب لاحقًا – بناءً على طلب من الحكومة الصينية.

ماذا عن مستقبل تطبيق Zoom بعد انحسار جائحة كورونا؟

يقول (بريثويراج شودري) Prithwiraj Choudhury الأستاذ المشارك في كلية هارفارد للأعمال: “أدى اعتماد توجه العمل عن بُعد إلى قيام الشركات باستخدام تطبيقات مثل: Zoom لإجراء مكالمات الفيديو بسهولة، وأشعر أن هذا الاتجاه سيستمر في عام 2021 وما بعده”.

ويضيف: “قد تتضاءل شعبية تطبيقات مكالمات الفيديو في عالم ما بعد الجائحة بشكل طفيف، حيث سيستمر  استخدام هذه التطبيقات في المكاتب للعديد من الفوائد”.

ماذا عن المنافسين؟

بلا شك النجاح الكبير لتطبيق (Zoom) خلال هذا العام، جعل العديد من الشركات تحاول جاهدة المنافسة، ومن ضمنها شركة مايكروسوفت التي قدمت إصدار من تطبيق (Teams) موجه للمستهلكين كجزء من حملة أكبر لجعل التطبيق أداة أساسية للتواصل بين الأصدقاء والعائلة وكذلك الشركات.