فتح ميديا - تقرير خاص:
مسكن "زينقو" محاط بالنباتات الجافة وجماجم الحيوانات وأكياس القمامة تقطن فيه عائلة " بدوان " بعد أن انقطعت بهم السبل من إيجاد ملجأ يقيهم حر الصيف و برودة الشتاء ، تسكن عائلة المواطن صالح بدوان في أرض حكومية غرب حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
تقول نجاح بدوان:" سبب لجوئنا للسكن هنا سوء ظروفي المادية ، فأنا أسكن في منزل للإيجار منذ زواجي وأتنقل من محافظة لأخرى ما بين غزة ورفح حتى استقريت على أحد أرضي المحررات بمدينة رفح ، فقد تعبت أنا وعائلتي من التنقل و أحتاج للاستقرار ".
وتتابع :" كنت في السابق أعمل كوافيرة ولكن سوء الوضع الاقتصادي في القطاع منعني من الاستمرار ، وزوجي كان يعمل سائق أجرة بـ 20 شيكل ، وبسبب مطالبات صاحب المنزل اضطررنا للخروج من المنزل ، ونصبنا خيمة في هذه الأرض واستقرينا فيها ".
قماش وزينقو ونايلون
وعن المواد التي استخدمتها العائلة في بناء منزلها قالت بدوان:" استخدمت قطع قماش وزينقو وأسبست وطينة ، حيث عملت من الطينة مقاعد وسرير للنوم عليه ، والنايلون لكسوة المنزل من الخارج لحجب تسرب الهواء البارد للمنزل ".
وأوضحت بدوان أنها وعائلتها تسكن هذا المكان منذ ما يقارب 5 سنوات وتوجهت لهم الجمعيات والمؤسسات الأهلية للتصوير فقط دون تقديم يد العون أو تقديم حل جذري لمشكلتها ، كما أكدت أن الجهات الحكومية كانت دائماً تؤجل مساعدتهم لأنه ليسوا على بند " الشؤون الاجتماعية "، وبعد سعي مضني سجلت العائلة على قوائم الشؤون ليبدأ فصل جديد في المعاناة حيث كان آخر مرة تم استلام شيك شؤون كان منذ ما يقارب 5 شهور فلم يستلموا سوى دفعة واحدة .
وتقول بدوان :" ها نحن اليوم على قوائم الشؤون أين القادرين على المساعدة بعد أن أصبحنا ضمن هذه القوائم ، أين كل الوعود بتوفير منزل ولو بسيط أو وظيفة لزوجي لستر بيتي و أطفالي "، مشيرة إلى أن الديون تتراكم عليهم بشكل كبير خاصة بعد سجن ابنها الصياد ، فلمن الشكوى ولدى من الحل ؟؟.
طالبت المواطنة بدوان من الجهات الحكومية من توفير منزل لها أو توفير مصدر رزق أو وظيفة لزوجها لتحصيل قوت يومهم و قوت أطفالهم ، على الرغم من أنه ناشدوا كل الجهات الرسمية وغير الرسمية لمساعدتهم و لكن دون جدوى _ حسب تعبيرهم _ تربي نجاح وزوجها بعض الطيور كالحمام والدجاج لتكفي عائلتها من اللحوم.
حياة صعبة
من جهته يشير زوجها صالح بدوان أنه بقي يعيش في منازل بالإيجار منذ ما يقارب 25 عام ، وكان يعمل سائق ولكن الأمور باتت في غاية الصعوبة وزيادة متطلبات الحياة ، فاضطر آسفاً أن يسكن في أرض حكومية بعد عجزه عن دفع أجار المنزل .
ويتابع :" العديد من الجهات تواصلت معي لبناء منزل ولكن عندما يتضح أن الأرض حكومية يتراجعوا عن المساعدة ، فأنا لا أملك أي أرض ولا أي نوع من الأملاك البسيطة ، وفي أي لحظة قد تأتي الحكومة تأمر بإخلاء الأرض وإزالة المنزل ، فأين أذهب أنا وزوجتي وأطفالي الستة ".
يذكر أن ابن العائلة الأكبر كان يعمل صياداً مع خاله لمساعدة أهله في سداد دينهم وتوفير احتياجات حياتهم ، ولكن تم إلقاء القبض عليهما من قبل الجهات المصرية منذ ما يقارب ستة أشهر ، حيث طاردتهم زوارق الاحتلال الإسرائيلي فهربوا من زخات الرصاص التي أمطرهم بها الاحتلال باتجاه المياه الإقليمية المصرية ليتم إلقاء القبض عليهم واقتيادهم لسجونهم .
كم عائلة تعاني كمعاناة عائلة بدوان لم يصل صوتهم لأي مسؤول ، كم عائلة تفترش الغبراء وتلتحف السماء مع إقبال فصل الشتاء بقسوته وبرودته ..لله در الفقراء.






----
م . ر